اليوم : الاثنين 09 نوفمبر 2015

ونس.. ونسة.. نتونس، كلها كلمات لها نفس المعنى في المخيلة الشعبية المصرية، وهو الأئتناس بوجود آخر ما، تحت الاسم ده، “ونس”، وفي شهر سبتمبر السنة اللي فاتت حضرت أول مهرجان للموسيقى الشعبية في مصر، مهرجان دولي ضم فرق من اسكتلندا وفرنسا وهولندا ومصر، واستمر لمدة 3 أيام، أكتر حاجة ملفتة في المهرجان كانت إن الموسيقى اللي اتقدمت في المهرجان هي موسيقى شعبية حقيقية.. بيعزفها فنانون شعبيون وبيغني معاها مغنيون شعبيون، مش فنانيين محترفين متوظفين في فرق تابعة للدولة وبيلعبوا مزيكا وأغاني ورقصات شبه الشعبي.. آه.. يعني لما بيلعب نوبي بيكون الفنانيين نوبيين ولما يلعب بورسعيدي بيبقى الفرقة من بورسعيد.. وهكذا، مش هي هي الفرقة وبتغير الطقم وشوية مكياج.

المهرجان كان بالنسبة لي فرصة مش بس للتعرف على الموسيقى الشعبية لشعوب أجنبية.. إنما كمان لمعرفة موسيقات مصرية شعبية غير معروفة، أو بالكتير معروف عنها غنوتين تلاتة بتلعبهم الفرق الاستعراضية التابعة لوزارة الثقافة، وبيسموها خطأ فرق فنون شعبية، زي فرقة رضا والفرقة القومية، اللي بيشتغلوا بمنتهى الإخلاص على محاكاة الفنون الشعبية وتقديم تابلوهات استعراضية مستوحاه منها، فقدم المهرجان في نسخته الأولى فرق زي الطنبورة البورسعيدية ونوبالنور النوبية ومزامير أبو الغيط الصوفية والجركن البدوية والرانجو اللي بتقدم موسيقى ابناء القبائل السودانية اللي استقرت في مصر من عهد محمد علي.

المهرجان بالكامل هو من إعداد وتنظيم “مركز المصطبة للموسيقى الشعبية المصرية”، وهي مؤسسة مستقلة لا تتلقى أي دعم حكومي من أي نوع، واستطاع المركز عبر سنين طويلة من العمل إنه يكّون ويدعم عددا من فرق الموسيقى الشعبية المصرية تتجاوز العشرة فرق، نجحت إدارة المركز إنها تخرج بأغلبهم لأكبر المهرجانات الفلكلورية في العالم، ونظمت لهم حفلات كبيرة في مختلف قارات كوكبنا، وسجلت لعدد منهم ألبومات تم توزيعها داخليا وخارجيا، وطبعا خارجيا أكتر، الملفت كمان هو حصول بعض الفرق على جوائز كبرى واهتمام العديد من المؤسسات الإعلامية العالمية بالمركز وبفرقه، وصل لإنتاج عدد من الأفلام الوثائقية عن المركز ككل أو عن أحد فرقه، كل ده بعيد تماما عن وزارة الثقافة المصرية بكل هيئاتها.

خلال أيام يبدأ “ونس 2″، تحديدًا من 19 إلى 21 نوفمبر، والمرة دي بيضم المهرجان فرقا من الهند وفلسطين وويلز وعُمان وأريتريا.. ده طبعا غير الفرق المصرية اللي بتقدم تراث بدو سينا والنوبة وخط القناة وغيرها من الثقافات المصرية، سعيد إني هحضر المهرجان الشعبي ده للمرة التانية، وهاطلع على ثقافات شعبية ماعرفش عنها حاجة، ومش ناوي أتساءل عن دور وزارة الثقافة في دعم المهرجان بأي شكل من الأشكال.. إنما هادعي ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم ويسيبوا الناس شغالة في حالها، وهما أكيد سنة ورا سنة هيطوروا نفسهم أكتر وهيكبروا أكتر، وفي خلال سنين مش كتير ممكن يبقى عندنا واحد من المهرجانات الموسيقية الكبيرة في المنطقة.

وعشان ده يتحقق بعيد عن دعم الدولة.. أو تحكم الرعاة، ضروري دعم الناس نفسهم، والتجربة اثبتت أكتر من مرة إننا كبشر بنقدر نبروز اللي إحنا عايزينه، فمثلا العُكش ولا الخليل مش عارف ماله ولا أي نيلة من دول، ماحدش شهرهم إلا الشير بغرض شتيمتهم، كمان الموقف القوي من المدعوة ريهام سعيد، واللي أجبرها تسلم الراية لبنت محمود ياسين، كل دي تجارب تؤكد إننا ينفع نكون داعمين مؤثرين للي إحنا عايزينه، فاضل بس نركز في الدعم الإيجابي مش السلبي، يعني أني أشير اللي بيعجبني مش اللي عايز أشتمه.

تعليقات الموقع

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة

الأكثر تعليقا

النشرة البريدية

تابعنا على فايسبوك