+18 وأنت حر » مساحة حرة http://www.za2ed18.com زائد ١٨ موقع شبابي سياسي اجتماعي فني ثقافي شامل وجريء Mon, 07 Sep 2015 08:10:04 +0000 ar hourly 1 رمضان جاب الله يكتب: اضرب الرهينة http://www.za2ed18.com/%d8%b1%d9%85%d8%b6%d8%a7%d9%86-%d8%ac%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a5%d8%b6%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%87%d9%8a%d9%86%d8%a9/ http://www.za2ed18.com/%d8%b1%d9%85%d8%b6%d8%a7%d9%86-%d8%ac%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a5%d8%b6%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%87%d9%8a%d9%86%d8%a9/#comments Mon, 07 Sep 2015 08:05:33 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=5055 ramadan_gaballah

هناك فيلم أمريكي أنتج في التسعينيات وحقق نجاحا وقتها بمصر والعالم.. الفيلم اسمه “سرعة” واسمه التجاري “بأقصى سرعة”.. الفيلم يتحدث عن ضابط من ضباط مكافحة الارهاب ينقذ أتوبيسا من الانفجار بركابه. في لقطة في أول الفيلم يجلس البطل مع أصدقائه الضباط  مساء، يتحدثون، فيطرح أحدهم لغزا يخص –مكافحة الارهاب- مهنتهم.

اللغز كان: ارهابي يحتمي برهينة أمامه ويحاول الهروب من أمامك؟ ماذا تفعل لتمنعه؟ماذا تفعل؟

يرد البطل بهدوء: اضرب الرهينة.. يتعجب صديقه طارح السؤال، فيرد البطل: نعم اضرب الرهينة في قدمه رصاصة غير مميته، فلا يستطيع المشي ويصبح عبئا على الخاطف، فيتركه ويمكن اصطياده.

هذا بالفعل ما حدث في بقية أحداث الفيلم، إذ ضرب البطل زميله الضابط في قدمه حين اتخذه المجرم رهينة، وحل هذا الموقف عمليا ليؤكد نظريته.

أتذكر هذا حين اسمع عن 11 مليون لاجئ سوري يفرون من جحيم سوريا.. نحن متفقون أن سوريا أصبحت جحيما.. وسط عالم يسمح بالجحيم، طالما بعيدا عن مصالحه.. جحيم لدرجة توريد لاجئين للعالم بأكبر أعداد منذ الحرب العالمية.. متفقين على الجحيم في سوريا ومختلفين على سببه.. منا من يقول بشار وأنا منهم، ومنا من يقول بل من تسبب بالثورة والربيع العربي أساسا، وهذا المقال للرد على الأخير.

حكيت قصة الفيلم في أول المقال لأثبت وجهة نظري، وسأزيدك من الشعر بيتا.

يقول لك صديق مثلا: أنا عندي وقتا للقراءة وأحبها وليس عندي نقودا اشتري كتابا كذا وكتاب كذا، فتشتري له الكتاب وتعطيه له وترى هل يقرأ أم لا.. هذا هو ضرب الرهينة.. إغلاق الحجة وقفل الطريق.. هنا أنت لا تتحدى صديقك.. يمكن أن يكون الموضوع كله مزاحا وفي جو من الصداقة، لكن هل يجرؤ بعدها بمزاح أو جد أن يقول لك ليس عندي نقود لاشتري كتابا إذا لم ينه قراءة الذي جلبته له.

أقول أن شخصا واحدا على رأس الحكم في سوريا ومثله ليبيا واليمن قد أحال البلاد جحيما واتبع سياسة الارض المحروقة، وللأسف لم يتعلموا من تجربة دول قبلهم في الربيع، إلا كل سوء وغدر.. تعلموا من تجربة تونس أن زين العابدين حين هرب مبكرا خسرالحكم، ولم يتعلموا أن شعب تونس فاز بحريته، أو بطريق حريته إن صح التعبير، لأن تجربة الحرية للشعوب لابد لها من وقت للممارسة والتعلم بالخطأ، تماما مثل بداية حياة الإنسان، خصوصا إن ظل تحت أسر حكم الفرد عقودا، وتعلموا من تجربة ليبيا أسوأ ما فيها، ولم يتعظوا بمن اتخذ ميليشيات تحميه وتخدم شخصه كإله على الأرض ورث جزء منها بحدود وعلم ونشيد وكتاب أخضر لا ينازعه السلطان أحد بشرع أو بعرف أو انتخابات.

بشار سن سنة لم يسنها حتى هتلر الذي انتحر.. قال لنفسه زين العابدين هرب وقد يلاحقونه -ولو أنه الآن في خير حال كرئيس سابق- وقال ومبارك يحاكم -وهو أيضا الآن في خير حال رغم أنف الثورات-.قال هذا لنفسه، ثم فكر ودبر.. قتل كيف دبر، ثم قرر أن يبدأ الرصاص الحي على المتظاهرين.. لم تكن داعش ولا جبهة النصرة ولا غيرها موجودة وقتها في أول الثورة السورية.. كان هناك شعب سوريا يتظاهر سلميا وبشار وأمنه وجيشه الذي لم يطلق رصاصة على إسرائيل من أربعين سنة وسلمهم الجولان بشهادة الشهود، وعذب وقتل واخفى الكثير من شعبه قبل الثورة في عصره وعصر أبيه، ولم تعمل مخابراته إلا على السوريين بالخارج، تلقي عليهم وعلى اللبنانين قمائتها وحقارتها، ولا يرى منها العدو الصهيوني سوى كل سلام ومحبة، لدرجة أن إسرائيل زرعت عميلا في سوريا، أكتشف حين ترشح لوزراة الدفاع، هو إيلي كوهين الذين يعتبرونه بطل قومي في دولة الاحتلال.. أم المصائب وحامية الأنظمة الغربية الفاسدة كما يحمي رئيس الحي المرتشي المهندس المرتشي.. بشار بدأ الحرب على المظاهرات واخترع نقلة نوعية في الربيع العربي.. لن نترك الحكم ولو تشرد شعب سوريا كله، وقد اقترب من هذا فعلا، وهو بهذا يثبت أن شخصا واحدا أهم من الملايين التي قتلت وشردت.. سيقول لي أحدهم: “لو ترك الحكم من أول يوم لحدث أكثر من هذا”.. أكثر من هذا يعني يوم القيامة؟! أكثر من هذا مستحيل كان يحدث.. هذا بالعقل.

انظر للمدن السورية وقل لي بالعقل، كيف كان سيحدث هذا إذا هرب بشار من أول أيام المظاهرات كـ بن علي في تونس، وضرب للمؤامرات الخارجية الرهينة كما وضحت لك بالأمثلة، بل هو فعل فعلا شيطانيا.. ضرب الثورات العربية في مقتل ومنها مصر، ولوﻻ حفظ الله وتماسك جيش مصر –الجيش كمؤسسة وطنية وليس أي شخص بعينه- فصنع الآلهة مثل بشار وغيره هو ما يؤدي إلى ما فيه سوريا.. الله يمنح الأمان للبشر. ولا أحد يحكم يأخذ صفة الإله، فلا يجوز التعقيب على حكمه، وبشار كغيره يستقتل على الكرسي من أول يوم طلبا للسلطة وخوفا من المحاسبة، وموقفه كان أصعب من مبارك وبن علي، لأن جرائم نظامه في سوريا ولبنان كانت أكبر وأفظع.

وإن كان بشار حقا يخاف على شعبه، فليترك الكرسي الآن الذي يموت بسببه كل هذه الناس، وتشرد بسببه الملايين.. يتركه ويختفي في روسيا أو إيران، هو وكل أقاربه وزبانيته ولن يطاله أحد، لكنه لن يستطيع فعل هذا، وضرب الرهينة حتى بعد كل هذه السنوات من القتل والوضع الميئوس منه وبعد أن أصبح هذا هو الخيار الصحيح له للحفاظ على حياته بعد خسارته معركته وتدمير بلده بيديه.. شخص واحد مقابل ملايين.أنى يكون الحق معه، إلا لو كان نبيا مثل سليمان أرسله الله ليحكم ولم نحط علما! مثله مثل كل الحكام العرب، ولولا الصدمة الأولى والخوف من القتل في الميادين، لكان مبارك وبن علي فعلوا فعلته.. حتى مرسي الذي أتت به ثورة، كان يمكنه إنقاذها وإنقاذ نفسه باستفتاء، تكبر عليه فذاق وأتباعه ما لم يذقه مبارك وأتباعه، ونكل به وبجماعته بأكثر من ذنبهم.. لا أحد يترك الكرسي طواعية.. صار هذا مفهوما.. هذه صفة عربية مثل حرف الضاد. ومن ترك منهم ومن لم يترك يعمل المؤامرات ليحمي فسادا قديما ويطلب جديدا، فليضرب بشار الرهينة إن استطاع وليضرب المؤامرات الوهمية التي يختلقها كل حاكم يقتل ويستقتل على الكرسي ويتبعه بعض شعبه خوفا وطمعا، فليثبت أنه لا يريد منصبا ولا جاها، لكن هيهات له أن يتنازل وهيهات لمن يدعمه ويبرر له أن يرى أن الأزمة فيه هو.

لك الله يا سوريا.. هو الباقي لشعبك، كما بدأوا ثورتهم في ظل نظام عالمي لا يحترم إلا مصالح الأقوياء ولا يعرف للإنسانية معنى إلا من شعوب وأفراد تبقت بهم بعضها ويتحملون عبء ذلك.. حقا قال السوريون وقتها في بدء ثورتهم.. ما لنا غيرك يا الله.

ونعم بالله.

sorion
]]>
http://www.za2ed18.com/%d8%b1%d9%85%d8%b6%d8%a7%d9%86-%d8%ac%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a5%d8%b6%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%87%d9%8a%d9%86%d8%a9/feed/ 0
طارق العوضي يكتب: قانون الارهاب.. أم الارهاب بالقانون؟ تقنين الاستبداد (3) http://www.za2ed18.com/%d8%b7%d8%a7%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d8%b6%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a7-3/ http://www.za2ed18.com/%d8%b7%d8%a7%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d8%b6%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a7-3/#comments Sun, 06 Sep 2015 08:10:47 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=5043 tarek_awady

المادة 37 من قانون مكافحة الارهاب وما بعدها من مواد، جاءت إرثا فاسدا من إعلان الأحكام العرفية التي أصدرتها سلطة الاحتلال البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية.. فضلا عن مخالفتها لنصوص الدستور المصري الجديد 2104 وما انطوت عليه تلك المواد من انتهاكات دستورية فجة وشمولها على ازدواجية العقوبة.

فقد جرى نص المادة 37 من قانون مكافحة الارهاب على أنه:

مادة (37):

للمحكمة في أية جريمة ارهابية، فضلا عن الحكم بالعقوبة المقررة أن تقضي، بتدبير أو أكثر، من التدابير الآتية:

1- إبعاد الأجنبي عن البلاد.

2- حظر الإقامة في مكانٍ مُعين أو في منطقةٍ مُحددة.

3- الإلزام بالإقامة في مكان مُعين.

4- حظر الاقتراب أو التردد على أماكن أو محال معينة.

5- الإلزام بالوجود في أماكن معينة في أوقاتٍ مُعينة.

6- حظر العمل في أماكن معينة أو مجال أنشطةٍ مُحددة.

7- حظر استخدام وسائل اتصال مُعينة أو المنع من حيازتها أو إحرازها.

8- الإلزام بالاشتراك في دورات إعادة تأهيل.

وفيما عدا التدبير الأول، لا يجوز أن تزيد مدة التدبير على خمس سنوات.

ويعاقب كل من يخالف التدبير المحكوم به بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر.

وفي جميع الحالات، يترتب على الحكم بالإدانة في جريمة ارهابية فقد شرط حسن السمعة والسيرة اللازمين لتولي الوظائف العامة أو الترشح للمجالس النيابية.

– وهو ما نجد معظمه بكل أسف في سياق المادة الثالثة من إعلان الأحكام العرفية في البلاد أثناء الحرب العالمية الثانية، ولا يمكن القول هنا بأن الصياغة مختلفة في كل من القانونين طالما كل منهما يؤدي إلى ذات النتائج التي يؤدي إليها الآخر.. كما لا يمكن التحدث عن السلطة التي تقوم بتطبيق كل من القانونين، فالأمر في قانون الارهاب لا يعدو كونه تقنينا للاستبداد وللاجراءات الاستثنائية في التعامل مع كل من يتم توجيه الاتهام إليه.

فقد جاء نص المادة الثالثة من إعلان الأحكام العرفية على أنه:

(يجوز للسلطة القائمة على إجراء الأحكام العرفية أن تتخذ إما بإعلان أو بأوامر كتابية أو شفوية كل أو بعض التدابير التالية:

– سحب الرخص لإحراز السلاح وحمله والأمر بتسليم الأسلحة على اختلاف أنواعها والذخائر والمتفجرات والمفرقعات وضبطها أينما وجدت وإغلاق محال ومخازن الأسلحة.

– الترخيص بتفتيش الأشخاص والأماكن والمساكن في أية ساعة من ساعات النهار أو الليل.

– الأمر بفرض الرقابة على الصحف والمطبوعات الدورية قبل نشرها، ووفق نشرها وتداولها، والأمر بمنع صدور أي جريدة أو مجلة، وإغلاق أي مطبعة وضبط المطبوعات والنشرات والإعلانات والرسومات التي من شأنها إثارة الخواطر أو الحض على الفتنة أو الإخلال بالنظام أو الأمن العام.

– الأمر بفرض الرقابة على الرسائل والمراسلات البرقية والهاتفية.

– تحديد موعد فتح وإغلاق المحلات العامة أو بعض أنواع منها وتعديل تلك المواعيد، وإغلاق المحلات المذكورة كلا أو بعضا.

– الأمر بإعادة الأشخاص المولودين أو المتوطنين في غير الجهة التي يقيمون فيها إلى مقر ولادتهم أو توطنهم إذا لم يوجد ما يبرر مقامهم في تلك الجهة، أو اشتراط أن يكون بيد كل منهم بطاقة إثبات شخصية (هوية) أو إذن خاص بالإقامة.

– إبعاد غير المصريين من البلاد أو الأمر بحجزهم في مكان أمين إذا خُشي من وجودهم على الأمن والنظام العام.

– منع أي اجتماع عام وفضه بالقوة، وكذا وقف نشاط أي نادي أو جمعية وجماعة.

– منع المرور في ساعات معينة من النهار أو الليل في كل الجهات التي أجريت فيها الأحكام العرفية أو في بعضها إلا بإذن خاص أو لضرورة عاجلة بشرط إثبات تلك الضرورة.

– إخلاء بعض الجهات أو عزلها.

– الاستيلاء المؤقت على وسائل النقل أو على منشأة أو مؤسسة عامة أو خاصة أو على أي محل أو أي عقار أو منقول، وذلك بغير إخلال بحقوق الملكية على هذه الوسائل والمنشآت والمحال والأموال، وبحق أصحابها في تعويض عادل.

– تكليف القادرين من الأفراد بأداء أي عمل من الأعمال التي تقتضيها ضرورة قومية وذلك في نظير مقابل عادل.

ولمجلس الوزراء التضييق من دائرة الصلاحيات المتقدمة للسلطة القائمة على إجراء الأحكام العرفية، كما يجوز له أن يأذن باتخاذ أي تدبير تقتضيه ظروف الأمن والنظام العام في كل أو بعض الجهة التي تجري فيها الأحكام العرفية).

– واستمر قانون الارهاب في باقي مواده يعيد انتاج الأحكام العرفية، بل وزاد عليها سوء ووحشية بأن سمح لسلطة الداخلية الحق فيما اسماه التحفظ على المتهم لمدة ثمانية أيام! وهذا اللفظ فضلا عن أنه يعيد إلى الأذهان قرارات التحفظ التي اصدرها السادات في سبتمبر 1981، فإنه يهدر الضمانة الدستورية المقررة بمقتضى نص المادة 54 من الدستور المصري، والتي أوجبت تقديم المتهم إلى سلطة التحقيق خلال أربع وعشرين ساعة، وبالتاكيد في نص قانون الارهاب قد اهدر هذا الحق وقرر أحقية الأمن في الاحتفاظ بالمتهم لمدة أسبوع آخر بموجب مذكرة يتم عرضها على المحامي العام.

وفي هذا النص إهدار للضمانة الدستورية المقررة من وجوب تقديم المتهم إلى سلطة التحقيق حتى يتمكن من الرد ما يوجه إليه من اتهامات وأن تكون سلطة التحقيق على بينة من وجهة نظر الأمن ووجهة نظر المتهم ودفاعه لتوازن بينها، كي تتمكن من اصدار قرارها بشأنه، لا أن تسمح للأمن بالاحتفاظ بالمتهم لأسبوع آخر يكون فيها المتهم بعيدا عن أهله وذويه ومحاميه وجهة تحقيق قضائية مستقلة، وهو اهدار بالتأكيد لحقوق المتهم ولضمانات المتهم في مرحلتي جمع الاستدلالات والتحقيق.

– التفت القانون كذلك عن كفالة حق الدفاع واهدر حق المتهم في الاتصال بمحاميه وذلك بأن جاءت المادة 41 من القانون لتعطي لرجال الأمن وحدهم -والمتهم تحت يدهم- ما إذا كان وجود محامي يخل بمصلحة التحقيق من عدمه، فإن كان من وجهة نظر رجل الأمن يخل بمصلحة التحقيق، فقد منحه القانون حق اهدار الحق الدستوري المقرر وأن يمنع المتهم من حضور محام معه!

فقد جاء بنص المادة 41 من القانون:

– يبلغ مأمور الضبط القضائي كل من يتحفظ عليه وفقا للمادة (40) من هذا القانون بأسباب ذلك، ويكون له حق الاتصال بمن يرى إبلاغه من ذويه بما وقع، والاستعانة بمحام، وذلك دون الإخلال بمصلحة الاستدلال!!!!

– وتستمر نصوص القانون في انتزاع سلطة اصدار الإذن بمراقبة المراسلات والمحادثات من القاضي ومنحها للنيابة العامة، فضلا عن إقراره للتهجير القسري تحت دعاوي عبارات واسعه ومطاطه مثل الحفاظ على الأمن والنظام العام، فضلا عن فرض حظر التجوال لمدة تصل إلى ستة أشهر، ويمكن اصدار كل تلك القرارات شفويا.

هذا بعض من كثير حول هذا القانون والذي اؤكد أن البلاد لم تكن أبدا في حاجة إليه وأن التشريعات العقابية الموجودة قبل اصداره كافية بذاتها لتحقيق الردع العام والخاص في الجرائم الارهابية، والقانون من جهة أخرى هو تقنين للاستبداد وجعل اليد الطولى في البلاد لأجهزة الأمن وفق تقديراتها هي وحدها، ومن ناحية ثالثة، فالقانون يضع مصر في موقف صعب أمام مدى التزاماتها بتعهداتها الدولية التي وافقت وصدقت عليها في العديد من الاتفاقيات الدولية، وهو ما يجعلني احذر وبشدة من تداعيات تطبيق هذا القانون وما على شاكلته.

 

]]>
http://www.za2ed18.com/%d8%b7%d8%a7%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d8%b6%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a7-3/feed/ 0
رامي يحيى يكتب: الجنوب المنفي أسفل مستوى النظر http://www.za2ed18.com/%d8%b1%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d8%b3%d9%81%d9%84-%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%88/ http://www.za2ed18.com/%d8%b1%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d8%b3%d9%81%d9%84-%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%88/#comments Sat, 05 Sep 2015 08:15:27 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=5033 rami_yehiah

انتشرت صورة الطفل السوري المسكين على المواقع الإخبارية وصفحات السوشيال ميديا بكثافة، وتم التنويع عليها “كوميكات” ولوحات، والتنويعات دي هتنتشر برضك انتشار النار في المحصول وهتتوغل.. وتنتشر.. وهتتوغل… وتنتشر… ثم فسسسسسسسسسسسسسسسسسس، زي ما حصل مع كل حكايات وقصص المذابح والفظائع الإنسانية اللي بتشكل المسار الحقيقي لتاريخ الإنسان، المسار الحربي الدموي اللي قايم على أساسه النظام العالمي كله، سياسيا واقتصاديا.

الناس اللي بتسأل “فين الأمم المتحدة”، على فكرة يا أساتذة المنظمة دي تم تأسيسها بعد الحرب العالمية التانية اللي راح ضحيتها أكتر من 50 مليون إنسان، تولى تأسيسها الدول اللي خرجت من المجزرة دي منتصرة، الدول صاحبة الجيوش الأقوى في تكتل الحلفاء، بريطانيا وفرنسا والصين والولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، وهي نفسها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، واللي أي دولة فيها ليها الحق في وقف أي قرار مش عاجبها ولو حتى كل الكوكب موافق عليه، والمعروف باسم “حق الفيتو”، والمقر الدائم للمؤسسة بيقع في الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة اللي حسمت الحرب العالمية التانية على جثة حوالي رُبع مليون مدني، قتلوا نتيجة قصف هيروشيما وناجازاكي باستخدام القنبلة الذرية، وده طبعا غير الآثار الإشعاعية القاتلة اللي استمرت لسنين، والتشوهات والأمراض اللي ضربت أجيال اتولدت بعد القصف أساسا.

الناس اللي دماغها أضيق وبتسأل: “فين الأمة الإسلامية؟”، على فكرة يا أساتذة.. أنتم تحديدا تحمدوا ربنا أن الكاميرات ظهرت بعد ما موازين القوة اتغيرت، فكم المذابح اللي ارتكبها المسلمين تجاه الإنسانية لا تقل دموية عن اللي ارتكبتها أي إمبريالية تانية في التاريخ البشر الدموي، وبعدين صحيح تعالوا هنا، مسلمين مين اللي بتدوروا عليهم، أنتم ناسيين أن اللاجئين دول بيفروا من جحيم الحرب بين المسلم بشار الأسد وخليفة المسلمين أبو بكر البغدادي؟ أنتم ناسيين أن اللاجئين دول عندهم حدود برية مع كذا دولة ذات أغلبية مسلمة، زي مثلا تركيا الوريث الشرعي للخلافة العثمانية، واللي بيحكمها دلوقتي حزب إسلامي، وزي الأردن اللي ملكها بيتفشخر بنسبه الممتد للهاشميين، والسعودية منبت الإسلام أساسا، ومع ذلك خاطروا بمحاولة الفرار بحرا في اتجاه الغرب الكافر، وفي نفس الوقت شهدت الدول دي خروج الآلاف من الكفار لاستقبال اللاجئين اللي نجحوا في الوصول؟

أما الناس اللي دماغها أقليمية ع الآخر وبتسأل “فين الأمة العربية؟”، دول مضطر أضحك لهم ضحكة رقيعة الأول ثم.. “أمة مين يا أبو أمة؟”، ركزوا كده والنبي وخدوا بالكم أن الأسرة المنكوبة دي من الأكراد، الأكراد اللي طول عمر العرب مكفرين سيئاتهم، إن كان في العراق أو سوريا، من أيام جوز السفاحين البعثيين القومجية المعروفين إعلاميا بصدام حسين وحافظ الأسد، الأسرة الكردية دي ماتت وهي بتحاول تفر من الحرب بين الجيش العربي السوري بقيادة القائد العربي بشار الأسد، وجيش الدولة الإسلامية بقيادة الخليفة العربي أبو بكر البغدادي، الأسرة الكردية دي وغيرها كتير، من أكراد وعرب، اختاروا المخاطرة بعبور البحر واللجوء لدول أوروبية، دول شعوبها خرجت بالآلاف تتظاهر في الإعلان عن ترحيبهم باللاجئين السوريين ومطالبة حكومتهم باستقبالهم ومعاملتهم بأفضل شكل ممكن.

الناس بقى اللي بتخاطب ضمير الإنسانية النايم في العسل، فدول أكتر ناس بيصعبوا عليا، مش بس عشان لا حياة لمن ينادوا، إنما كمان لأنهم بيقعوا في تعاطفهم ده فريسة لحسابات بره عنهم تماما، لكنها بتأثر عليهم وعلى مواقفهم بشكل مباشر، بفضل التعليم والإعلام والثقافة.. إلخ، فالوضع المخيف في سوريا مستمر منذ 4 سنوات، وفي نفس الوقت دولة الصومال تقريبا اتمحت من الوجود، بس لأن وسائل الإعلام مش بتتناول أخبارها ولا صور الكوارث اللي فيها فالأمر بيمر مرور الكرام، حضراتكم مابتاخدوش بالكم إلا من اللي الإعلام بيصدره والتعليم بيغرس فيكم إنهم أقرب الناس ليكم، وبالتالي هتلاقي المواطن الصومالي واخد على خاطره منكم.

زيه زي المواطن السوداني في دارفور أو النيل الأزرق أو جبال كردفان، اللي عايش تحت قصف طائرات الأنتينوف، بشكل شبه يومي، وماحدش بيسأل فيه نهائي، طبعا الجماعة اللي بينادوا على “الأمم المتحدة”، دول عادة بيبصوا شمالا بس.. فطبيعي اللي في الجنوب مش منتظرين منهم حاجة، والجماعة بتوع “الأمة الإسلامية” دول مابيعرفوش يتعاطفوا مع أي حاجة إلا لو خدت لون إسلامي، فتلاقيهم مركزين قوي مع بورما اللي ماحدش فيهم عارف مكانها ع الخريطة عشان اللي بيروج للموضوع قال إنها حرب على الإسلام، إنما المسلمين اللي بيتقتلوا في السودان ماحدش فيهم فكر يبيع البيعة دي خالص، أما الأخوة بتوع القومية العربية فدول أساسا ماحدش من المنكوبين في السودان مستني منهم حاجة، لأنهم تقريبا بيتقصفوا باسم العروبة وبتمويل وتغطية سياسية من الأنظمة العربية، وعشان ده كله مش بيلاقوا حد يستحق الزعل منه إلا أنتم أيها الباحثون عن ضمير الإنسانية، لأن من المفترض أن البشر سواسية، وأنكم أكتر ناس مؤمنة بالموضوع ده، كمان أمثالكم في الغرب قادرين يشوفوا الكوارث اللي بتحصل، والصور والفيديوهات بيتم نشرها، لكن عقولكم اللي تم تدريبها من الصغر على النظر في أي اتجاه إلا الجنوب، مش مخلياكم تشوفوا اللي بيدور هناك كويس، ونادرا ما بيكون على صفحاتكم أصدقاء من هناك، وببساطة تقدروا تراجعوا مدى اهتمامكم بالأحداث في سوريا أو العراق أو ليبيا أو اليمن وبين موقفكم من الأحداث وقت الثورة في السودان.

نذر يسير مما يدور في الجنوب المنسي.. اضغط هنا

]]>
http://www.za2ed18.com/%d8%b1%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d8%b3%d9%81%d9%84-%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%88/feed/ 0
محمد محمود يكتب: فصل من كتاب الثورة.. باب الهروب http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%85%d8%ad%d9%85%d9%88%d8%af-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%81%d8%b5%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d8%a8/ http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%85%d8%ad%d9%85%d9%88%d8%af-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%81%d8%b5%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d8%a8/#comments Sat, 05 Sep 2015 08:05:11 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=5031 m.mahmoud

كنت قد توقفت من نحو عام عن كتابة المقال السياسي، ليس لرغبة في الصمت، فنحن معشر الكتاب ليس حريُ بنا إلتزام الصمت، لكن أحيانا تكون الأوضاع بائسة، كما هي الآن، بالدرجة التي تدفع للحِنق عليها، بل والهروب منها، والاكتقاء بالمتابعة الدؤوبة لفقرات البؤس المتتالية التي امتلأ بها واقعنا، إلى أن اكتفيت من المراقبة تماما، وفضلت أن اكتب.
تابعت بشغف الكثير مما كتب من مقالات سياسية، في هذه السنة الفائته، الكل يحلل ويغضب ويتفنن في صياغة عباراته المنمقة، وفي المواجهة، الجمهور اتفق على سؤال واحد تم توجهيه لكل الكُتاب: “إيه الحل؟”، مأزق الحل اللعين، السؤال الأبدي الذي يطاردنا، ليس دور الكاتب أن يقدم الحلول، بل دوره أن يرصد اللحظة التي يكتب عنها بكل ما فيها من سيء وطيب، لا أحد هنا يعرف الحل، ليست هذه المشكلة، المشكلة تتركز في أن أحدا لا يبحث عن الحل!
قادتني الصدفة إلى مشاهدة أولى حلقات مسلسل “الهروب”، جذبني المسلسل رغما عن مشاهدتي له من قبل، استكملت المشاهدة إلى أن استوقفني أحد المشاهد في الحلقة الثالثة منه، والذي حكي فيه “محمود” بطل المسلسل الذي جسده ببراعة واقتدار “كريم عبد العزيز”، عن إحدى طرق الشرطة المصرية لتصفية المعارضين إبان حكم المخلوع مبارك، بأن يقوموا بتعبئتهم في إحدى السجون المتنقلة التي تسمي “عربات الترحيلات”، ومن ثم اقتيادهم إلى مكان مجهول، وقتلهم، وإخبار الإعلام بأن المتهمين أطلقوا الرصاص عليهم، ومن ثم فكان واجبا قتلهم، دفاعا عن النفس، تذكرت على الفور “إسلام عطيتو”، الطالب الذي اختطف من إمتحانه ليلقى المصير الذي تحدث عنه “محمود”، لتلقى عبارة “كارل ماركس” الشهيرة بظلالها “التاريخ يعيد نفسه مرتين، المرة الأولى كمأساة، والثانية كمهزلة”، فهل نقبع الآن في مأساة مبارك في ثوب أكثر غلظة، أم نشهد ميلادا جديدا لمهزلة المستبد العادل؟!
تكمن المأساة والمهزلة معا، في أن تضطر لمواجهة نظام يؤمن بأن مساحات حرية الرأي والتعبير التي تركها سابقوه لمعارضيهم، كانت السبب في سقوطهم، هذا هو المأزق الحقيقي الذي نغرق فيه إلى الأذقان، إنعدام مساحات حرية الرأي والتعبير، بداية من المظاهرات، ووصولا إلى الكتابة، فحتى الأحرف لا تجد طريقها للبوح.
إعادة تنظيم صفوف المعارضة، أصبحت أشبه بالمستحيل، فعقب قيام ثورة يناير، كان الخلاف منحصرا بين التيارات وبعضها، أما الآن فالخلاف بين أبناء التيار الواحد، بل وأبناء نفس الحركة السياسية، فجماعة الإخوان تشهد الآن ميلادا لجيل جديد من الشباب، الذي يرفض فكر الكبار، المتمسكون بالسلمية لآخر لحظاتهم، ويعتبرون من العنف طريقا وحيدا لإسقاط النظام، في المقابل القوي المدنية، تقف بائسة وحيدة، تفرغ أعضائها للتنكيل ببعضهم، بل وبالاغتيال المعنوي أحيانا للرأي المخالف، فكلما ظهرت مبادرة للإصلاح من هنا أو من هناك، تشتعل آلات التخوين والمزايدة، ولا تهدأ حتى يتم القضاء على تلك المبادرة، والقضاء معها على جزء من شعبية هذه التيارات، التي فقدت ظهيرها الشعبي تقريبا.
طالما ما تحدث أبناء جيل الستينيات والسبعينيات إلى الشباب، بفخر وزهو عن تفاديهم للخطأ الذي وقع الكبار فيه، خطأ التخوين بين التيارات، رفض محاولات الاتحاد أو العمل المشترك، بل رأى ذلك الجيل أن التفاهم بين أبناء التيارات السياسية المختلفة من الشباب، هو ما قاد إلى ثورة يناير، بداية من الاعتصام المطالب باستقلال القضاء في 2005، وصولا إلى ثورة يناير ذاتها، والتي كانت أكبر وأعظم مثل على ذلك التفاهم، ذهب ذلك التفاهم أدراج الرياح، وسيطرت بدلا عنه العنجهية الثورية، وهو ما يهدد بمصير من سبقونا، يهدد بقتل أي محاولة لم تعرف طريقها للنور بعد بالثورة، يهدد من يسكنون الزنارين الآن بالبقاء فيها لمدى لا يعلمه إلا الله، وبإنضمام القلة الباقية خارج السجون إليهم، مصير مرعب.
الخروج من المأزق الآن لا يستدعي سوى تجاوز الخلافات، والعمل على مواجهة الخطر الفعلي، خطر تكرار النصف الثاني من القرن الماضي، لكن تجاوز تلك الخلافات، لن يكون إلا بأن يعترف كل فصيل، بل وكل شخص أوصلنا إلى ما نحن فيه الآن بأخطائه، ومن ثم العمل سويا على الفتك بالخطر، بعيدا عن ما يسمي “المعارك الصغيرة”، التي أثبتت التجارب العملية العديدة والمريرة، أن الانتصار فيها ما هو إلا هزيمة مقنعة، الخطر يعلمه الجميع ولا يجنح أحد إلى مواجهته بذاته، مع أن النتيجة دائما واحدة، إما الانتصار، أو السجن والقتل.
الاعتراف بالخطأ، يلزمه التخلي عن العنجهية الثورية اللعينة، ذلك المرض العضال الذي سيطر علي الغالبية العظمى من المنشغلبن بالعمل العام في مصر، سواء كانوا معارضين لأي نظام أو مؤيدين له، في الاجتماعات السياسية التي حضرتها بعد ثورة يناير وإبان حكم الإخوان، دائما ما كان يثار سؤال قبل أي تحرك: “من يعرف فلان المسئول في تلك الحركة لينسق لنا معه؟ حتى يتم الأمر بسهولة ودون عنهجية من ذلك المسئول؟”، الأدهى، هو عند التحدث عن الشعب، وصمه بـ “الجهل والتخلف وحب المستبدين”، هكذا ينظر أغلب المنشغلين بالعمل العام إلى الشعب المصري، عندما لا يقف في صفوفهم، وعندما يقف في صفوفهم يتغنوا فيه بالأشعار، أبهذا المنطق يمكن أن تقوم ثورة، أو حتى تغيير طفيف؟! وهو ما يرجعنا إلى الدائرة المغلقة التي تقول بإن فشل الثورة لم يكن إلا بأخطاء الثائرين، وهو طرح وجيه لم يجانبه الصواب.
بدلاً من حالة الزخم الثوري التي عشناها في السنوات القليلة الماضية، هنا الآن حالة من اليأس، والبكاء أثناء النوم عند تذكر تلك الثورة، الكل يتذكر الثورة، ولكن أحدا لا يتذكر كيف قامت الثورة، هل كان أحد يصدق أن نظام مبارك أو نظام الإخوان سيسقطان؟ بل إن أحدا لم يكن يصدق أن المجلس العسكري سيسلم السلطة ويدعو إلى انتخابات رئاسية، ورغما عن عدم التصديق، سقط مبارك ومجلسه العسكري ونظام الإخوان، مما يجعل من سقوط كل من صار على نهجهم ضرورة حتمية وتاريخية.
“فشل الثورة”.. المصطلح المُثيِر لرعب وحفيظة الثائرين، الثورة تغيير جذري، من الطبيعي أن ينتج آثاره السياسية والاقتصادية فتتحسن الأوضاع التي قامت عليها الثورة، لكن هذا ليس ممكنا إلا بإعادة بناء الفرد، فلا يحب القط خناقه كما يقولون، لكن بساطة الحياة التي تفرضها الأنظمة المستبدة هي التي تمنع الناس من الثورة، وهنا يقع دور المنشغلين بالعمل العام، فلا ثورة ولا ألف ثورة يمكن أن تنجح من دون إعادة بناء الفرد، بحيث يصبح عالما بحقوقه وواجباته، وقتها، ووقتها فقط، لن يقدر عليه كل المستبدين الذين عرفهم التاريخ.

 

]]>
http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%85%d8%ad%d9%85%d9%88%d8%af-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%81%d8%b5%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d8%a8/feed/ 0
عزة كامل تكتب: خالد سعيد.. وصفر مريم http://www.za2ed18.com/%d8%b9%d8%b2%d8%a9-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d8%b3%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d9%88%d8%b5%d9%81%d8%b1-%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%85/ http://www.za2ed18.com/%d8%b9%d8%b2%d8%a9-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d8%b3%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d9%88%d8%b5%d9%81%d8%b1-%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%85/#comments Fri, 04 Sep 2015 08:10:39 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=5015 azza_kamel

قلوبنا مازلت مغمورة بالدهشة رغم سطوع الحقيقة، ونحن نشاهد سحابة ثقيلة متنقلة بين صفر مريم ودموع  دميانة  القابعة في السجن الآن، تغلفنا الحيرة ونحن  نسمع صرخة مريم وصرخات أخريات وضعن حياتهن على المحك فدء للوطن، فلم يحصدن إلا ارتداء البدلة البيضاء وانتزاع حريتهن.

يحيط بنا كثير من الهواء العطن الثقيل الذي يخترقه بين الحين والآخر عويل وصرخات استغاثه من الوحوش المفترسة التي تمضي مستعرة تنقض، تمزق, وتشرب دماء الضحايا، وحوش مخاتلة مخادعة تنشر صفير الغواية، تلتقي مع قلوب وعقول مليئة بالأكاذيب تفوح منها روائح عطنة وأنفاس كريهة، أولئك الذين يدّعون الفضيلة والعدل، وهم أكثر البشر ظلما وطغيانا.. حافروا قبور الأحياء  يطلبون من مريم أن تترك أحلامها التي شيدتها بكدها وتعبها على مدار سنوات من التفوق، وأن تتخلي عن فرحها, فحلمها طوباويا  فاجرا، وعليها ألا ترى في اسم “ملاك” إلا غيمة كوابيس، فهم لا يأبهون بسرقة حياتها ومنحها لآخرين.

يفعلون ذلك بلا أدني تأنيب ضمير أو ندم، بل ربما يفعلون ذلك بتلذذ وشهوانية، وهم يرون دمعاتها المنكسرة والخوف من المستقبل المظلم.. نعم هذا خطها، هكذا قال الطب الشرعي مثلما قال إن خالد سعيد انتحر, فانفجرت شرارة الثورة، لأن كل مصر تعرف أن هذا كدب.

من الذي يقف وراء كل هذا؟ ديوان الوزارة؟ مافيا الكنترول؟ أبناء وبنات الفاسدين؟ السلطة والنفوذ؟ لماذا سارع بتكذيبها الوزير قبل إعلان نتائج التحقيق؟

أينما نرنو بأعيننا حولنا أو نولي وجوهنا، لن نجد إلا الفساد، فسارقي “مائة” مريم سيتخرجون أطباء، مهندسين، جراحين، مقاولين، رجال أعمال، قضاة، إعلاميين، محامين، محاسبين، وزراء، مسئولين.. كلهم فاسدين بامتياز، وسنحصد حصاد الهشيم عمارات تنهار، أرواح تقتل، قضايا يغيب عنها العدل، ضحايا وراء القضبان، وإعلام مزيف، وصفقات تتم على أجساد الفقراء، لأنهم تغذوا على “صفر مريم” وعلى زملائها

الآخرين الذين ملأت الكحكة الحمراء ورقة إجاباتهم.

هذا هو المستقبل الذي ينتظرنا.. تركة ثقيلة وحياة مظلمة، إنها لعبة الاستحواذ وإيثار الذات، من أجل أن يخفض الإنسان منا جناح الذل، ويركع ويستسلم، ولا يجد متكأ لذراعيه ليتضرع بهما لربه أو موطئا لقدمية في وطنه، كلاب تنبح في وجهك طوال الليل والنهار، شبه حياة وشبه موت.

رفضت مريم مقابلة البابا تواضروس الثاني لأنها بحسها العفوي والباحث عن الحق والعدل، ترى أن قضيتها قضية رأي عام.. قضية وطن يعشش فيه الفساد, لا يتعلق الأمر بفئة أو جماعة أو طائفة أو معتقد أو دين, قطعت مريم الطريق أمام أي محاولة لتحويل القضية عن مسارها الأساسي.

تعلمنا مريم أن الفساد لا يعرف ديانة أو جنس أو عرق، فهو خبيث خبث أصحاب الصبوات الشريرة الذين يحلبون بقرة الفساد ويوزعون حليبها على أصحاب القلوب الضعيفة ليشربوا منها ويسبحوا في بركة حضيضهم وقاذوراتهم.

إن الفساد عميق, أعمق من الزمن الذي نجتر أوجاعه, وأصحابه يغدون كل يوم أحقر وأكثر قبحا يشقون بفسادهم روح جوف الوطن.

صفر الفساد يطال د. منير مجاهد باستبعاده من مشروع الضبعة، مكافأة له على تاريخه النضالي المشرف ووطنيته الزائدة, صفر الفساد يبرر بلطجة أمناء الشرطة واعتبار تظاهرهم وقفة احتجاجية، بينما شباب وشابات الوطن يقبعون في السجون لتظاهرهم السلمى, وترقد شيماء الصباغ شهيدة  في قبرها لأنها كانت تحمل وردة بين يديها الرقيقتين, ويحظر صفر الفساد طلاب الأقاليم من كليات القمة بالقاهرة, ويستسني القضاة والضباط من حظر كليات القمة.. مشاهد طويلة لم تخرج باقتدار ولم يتقن فيها الممثلون أدوارهم.

لن ينصلح حال البلاد بدون نسف المنظومة التعليمية كلها وبنائها من جديد والبدء فورا  في فتح ملفات الفساد والمحسوبية وشراء الذمم في كل مؤسسات الدولة, والتوصل لحقيقة صفر مريم.. من الذي باع ضميره وتقبل سرقة جهد فتاة مصرية شريفة آمنت وصدقت أن هناك عدالة وتقديرا لشرف الاجتهاد.. يجب تشكيل لجنة مستقلة من خبراء خطوط مشهود لهم بالنزاهة وغير خاضعين لسلطة الدولة، وكذلك توسيع عناصر ودائرة التحقيق في تتبع أوراق الإجابات وتعامل الكنترول معها وتتبع الأشخاص الذين يقومون بذلك ليظهروا لنا الحقيقية.

آه “مريم”.. أية شوادر تعبر روحك الآن؟ وأية حرقة تلهب صدرك بعد استيلاء الآخرين على جهدك؟

سلاما عليك مريم فقد فضحتي خبايا قاعهم، لن ينجحوا أن تجثي على ركبتيك مستجدية، ولن ينجحوا أن يلطخوا سماءنا  بغمامة الفساد والغش والتزوير والسرقة والاحتيال والخداع، فصوتك العالي ريح صرصر عاتية ستكنس فسادهم واحتيالهم، وسيغدون كالحشرات ولن ينجحوا أبدا في شق روح العدل مهما غاب لفترة.

اقرأ أيضا:

رامي يحيى يكتب: رأي “فرويد المصري” في “صفر مريم” 

مروة رخا تكتب: مجدي ومريم.. ولعنة الثانوية العامة

ناصر عبد الرحمن يكتب: مريم

وائل اسكندر يكتب: المجرم الحقيقي في صفر مريم

]]>
http://www.za2ed18.com/%d8%b9%d8%b2%d8%a9-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d8%b3%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d9%88%d8%b5%d9%81%d8%b1-%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%85/feed/ 0
محمد خالد يكتب: الصورة حق http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%ad%d9%82/ http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%ad%d9%82/#comments Fri, 04 Sep 2015 08:05:26 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=5022 m.khaled

كلنا اتفجعنا بصور المهاجرين السوريين اليومين اللي فاتوا، خصوصا بعد تفاقم المأساة وغرق الألاف منهم.

الصورة الأكثر تأثيرا هي صورة الطفل الكردي إيلان اللي غرق هو وأخوه وأمه وأبوه الوحيد اللي نجا.

عارف إن الصور أثرت في كل الناس وحتى في الناس اللي ماكانتش مهتمة بالموضوع أصلا ولا تعرف عنه حاجة.

عارف كمان إن أكتر الناس اللي تأثرت بالموضوع ده، هم الناس اللي عندهم أولاد في سن إيلان زيي أنا وأغلب أصدقائي.

إمبارح بعد ما شفت صورة الطفل اللي غرق، وروّحت فضلت العب مع ابني اللي عنده سنتين طول الوقت.. دي أكتر مرة لعبت معاه فيها.. وطول الوقت مركز في وشه جدا.. كان يوم صعب عليا وعلى مراتي، اللي أول ما ابني نام، فضلت تبكي طول الليل وتقولي لازم نشوف طريقة نساعدهم بيها بأي حاجة.

في نفس الوقت كتير من الناس بدأت تدعوا إننا مانشيرش صور زي دي على الشبكات الاجتماعية، لأنها يا إما فيها عدم احترام للضحايا، أو بتقتل فينا البراءة من المناظر دي، وبتخلينا متعودين على المناطر دي.

خلينا نبتدي بموضوع الاحترام:

احترام الضحية بالنسبة لي هو العمل بأي شكل على عدم تكرار تجربته  لأي شخص تاني، وفي الوقت اللي إحنا فيه، هي دي الطريقة الوحيدة اللي ممكن تجيّش بيها رأي عام دولي هو الشبكات الاجتماعية، وهديك مثال بتجربة شخصية:

في ٢٠٠٦ لما نشرت فيديو عماد الكبير، كان معلومات الناس عن اللي بيحصل في الأقسام قليلة جدا.. كانت كل الناس عارفة إنك بتخش القسم “تتعلق”، وييجي ضاحكين بعديها.. ماكانش حد عارف يعني إيه بالظبط الكلمة دي، وإيه اللي بيحصل جوه.. كان فيه قصص مرعبة كتير، بس في آخر اليوم هي قصص بتتحكى بقصد الاستمتاع بغرابتها.. ماحدش شاف إيه اللي بيحصل جوه فعلا، وكان فيه كام فيديو لكام أمين وهم بيضربوا متهمين بالاقلام.. بس ده كان عادي، لأن الشرطة كانت بتعمل ده قدام الناس في الشارع.. ماحدش شاف تعذيب مهين ووسخ بالدرجة دي بعينه قبل كده، لحد ما الفيديو ده اتنشر.

نشر الفيديو على الشبكات الاجتماعية جاب حق عماد وحبس الظابط والأمين المشتركين في الفيديو.. عماد قبليها قضى سنة كاملة يلف بالفيديو على الناس والمسؤولين وماجبش نتيجة إلا نشر الفيديو على الإنترنت.. الفيديو ده بدأ حملة “لا للتعذيب” في مصر، اللي وعت الناس لمشكلة قضايا تعذيب الشرطة للمواطنين، واللي كانت السبب الرئيسي في إنشاء  صفحة خالد سعيد، اللي الشرطة قتلته، وكانت برضه المقارنة بين صورته وهو عايش وصورته بعد ما مات من التعذيب هي السبب في كل الفوران اللي حصل للشباب في الفترة دي, وتمت الدعوة لثورة ٢٥ يناير من خلالها.

مراتي مثلا ماكانتش متابعة مشكلة اللاجئين.. ممكن بسبب إنها مش عربية، والأمريكان –عادة- مش مهتمين بماذا يحدث في الطرف الآخر من البحيرة، بس صور الغرقى دول خلت واحدة في آحر الدنيا تهتم.

النهاردة وصلت الشغل الصبح، لقيت إيميل مبعوت لكل الناس، فيه لينكات لكل الأماكن اللي الناس ممكن تتطوع فيها أو تتبرع ليها، علشان يساعدوا الناس دول اللي في الطرف الآخر من الكرة الأرضية.

أما موضوع أن الصور دي بتعودنا على المناظر دي، فيمكن يكون جزء منها صحيح.. بس مش قوي.. أنا مثلا بشتغل بقالي ييجي ١٠ سنين مع مواد بصرية زي دي.. من ساعة ما ابتديت في قضايا تعذيب الشرطة لغاية شغلي دلوقتي كامتخصص في التعامل مع المواد البصرية اللي بتنتجها الحركات الارهابية العربية على الشبكات الاجتماعية.. أنا عارف إن صور القتل والدبح مابقتش بتحرك فيا أي حاجة.. بس صور الأطفال في غزة لما اتقتلوا وهم بيلعبوا كورة خلتني وخلت كل الفريق بتاعي في الشغل نبكي.. صور الأطفال الغرقى وصور العائلات اللي الشرطة بتقبض عليهم وهم بيحاولوا ينجدوا نفسهم، فايقوموا يرموا نفسهم على شريط القطر علشان الشرطة ماتخدهومش برضه خلتني ابكي.

الصورة بالنسبة لي دلوقتي هي أكبر سلاح لتجميع الناس ورا قضية.. الصورة مهمة زي ما حقوق الناس دي مهمة.. الصورة بتعرفك وتأكدلك المعلومة.. العالم ده فضل ملايين السنين عايش على الحكايات وبس.. ماحدش كان عارف حاجة لدرجة التأكد من اللي بتتحكي، والعالم قبل الكاميرا وبعد الكاميرا مكانين محتلفين تماما.

بس الأهم من ده كله، إننا بقى لنا سنين وسنين بنشوف صور، واللي ماكانش بيعرف دلوقتي بقى بيعرف، وكل الناس ماشية بموبايلات في ثانية ممكن يعرفوا الحقيقة، فـ لو بعد كل ده مش المفروض لسه نستنى نشوف مآسي جديدة.. مأساة واحدة كفاية إن العالم يفضل يحارب علشان ماتتكررش في المستقبل، يا إما فعلا –ساعتها- لو ماعملناش حاجة بعد ما شوفنا الحقيقة بعنينا، يبقى إحنا ماحترمناش الضحايا.

 الصورة يقين.. والحقيقة ملك الجميع.

sdfjdsli ]]>
http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%ad%d9%82/feed/ 0
وليد فكري يكتب: دم المماليك (2).. أيبك وشجرالدر.. سباق إلى حافة القبر http://www.za2ed18.com/%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d9%83%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%af%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%83-2-%d8%a3%d9%8a%d8%a8%d9%83-%d9%88%d8%b4%d8%ac%d8%b1%d8%a7/ http://www.za2ed18.com/%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d9%83%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%af%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%83-2-%d8%a3%d9%8a%d8%a8%d9%83-%d9%88%d8%b4%d8%ac%d8%b1%d8%a7/#comments Thu, 03 Sep 2015 08:15:55 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=5004 waleed_fekry1

أبريل 1257م – القاهرة – قلعة الجبل:

عبثا حاول أيبك مقاومة تلك الذراع العضلية الملتفة حول عنقه، رغم أنها لخصي أثر ما فقده في صوته، فأكسبه نعومة نسائية وكسى جسده ترهلا كما للنساء، إلا أن قوة هرقلية حلت بالذراع، فصارت كسلسلة سميكة ثبتت ضحيتها أرضا في وضع المصلوب.. ثلاثة خصيان آخرون جثم أحدهم على صدره وفشخ الآخران ساقا السلطان المغدور.. نظر باستجداء يائس إلى زوجه شجرالدر الواقفة ترمق المشهد البشع وقد أخذ صدرها يعلو ويهبط بسرعة الإثارة.. ندت عنها حركة تنم على نية التراجع عن الفعل الرهيب الذي انتوته، فصاح بها خامس الخصيان المدعو محسن الجوجري: “لا! ما هذا وقت التراجع! ومتى أبقينا عليه لا يبقي علينا ولا عليك!”

تأكد الجوجري من إحكام إغلاق باب الحمام، ثم دنى من ضحيته الملكية وقد علت وجهه اللحيم ابتسامة استمتاع بما يفعل.

“معلوم أن مولانا السلطان بعدما قتل منافسه أقطاي وقمع المخامرين عليه من المماليك وأدّب عربان الصعيد وأسكت الغاغة والزعران، ما كان ينتظر لنفسه هكذا ميتة”.. قالها وهو يجثو على ركبتيه بين ساقي أيبك مشمرا ذراعه.

“ستنا السلطانة قالت بلا دم.. حتى يشهد الأمراء بعد ذلك جثة مولانا الذي لاقى أمر الله في الحمام قضاء وقدرا.. وما على العبد إلا طاعة مولاته.. لماذا لم تطع مولاتك يا.. مولانا.. كنت لتعمر أطول من هذا”

“محسن!” صيحة متوترة من شجرالدر قطعت حديثه الاستعراضي: “خلصنا وإعمل شغلك!”

“أمر مولاتي”، ثم التفت لأيبك مجددا: “يمكنك أن تحسدني في لحظاتك الأخيرة، فمنذ قطعوا بلحتي نخلتي، ما عدت أذكر ألم البلحتين وهما تطحنان.. ألم يذكر صاحبه أنه يملك علامة الرجولة في جسده.. فلعل فيه بعض العزاء لك يا فحل الملوك”

ارتعادة أيبك وهو يحس يد الخصي تقبض خصيتيه، تحولت إلى تشنجات رهيبة وهو يشعر القبضة تسحق ذكورته بلا رحمة.. الألم تصاعد عبر الفخذين والجذع إلى رأسه فأزاغ بصره بالغا حدا جعله يحاول قرع مؤخرة رأسه بالأرض ليعجل بالنهاية ويستريح.. الألم يجتاح العالم من حوله فيوقف حواسه ويركز كل إحساسه بجسده بين ساقيه.. لم يعد يشعر ببرودة الرخام تحت ظهره العاري، ولا بأطرافه المتشنجة في رقصة أخيرة.. خرجت نقوش السقف المزخرف من نطاق رؤيته.. يحس فقط بالعاصفة تضرب أحشاءه ثم تنقشع والنور الطفيف في نهاية النفق الضيق يتعاظم ليبتلع الأفق.

……….

“وبعثت شجرالدر في تلك الليلة إصبع المعز وخاتمه إلى الأمير عزالدين الحلبي الكبير وقالت له: “قم بالأمر” فلم يجسر، وأشيع أن المعز مات فجأة في الليل، وأقاموا الصائح في القلعة، فلم تصدق مماليكه بذلك، وقام الأمير علم الدين سنجر-وهو يومئذ شوكة المماليك البحرية وشديدهم- وبادر هو والمماليك إلى الدور السلطانية وقبضوا على الخدام والحريم وعاقبوهم، فأقروا بما جرى، فعندئذ قبضوا على شجر الدر ومحسن الجرجاوي”

السلوك لمعرفة دول الملوك – المقريزي

……….

“فلما مات المعز أيبك، حملوه وأخرجوه من الحمام، وأشاعوا أنه أغمى عليه من الحمام، فأرقدوه على فراش في الحمام.

فلما أصبح الصباح، أشيع بين الناس موته، فركب ابنه الأمير علي، والمماليك المعزية، وطلعوا إلى القلعة، فغسلوا الملك المعز، وكفّنوه، وصلوا عليه، ودفنوه بالقرافة الصغرى.

ثم إن الأمير علي قبض على شجرالدر وسلمها إلى أمه…”

بدائع الزهور في وقائع الدهور – ابن إياس

……….

نفس الشهر.. القاهرة.. سكن السيدة أم علي أرملة المعز أيبك وأم السلطان المنصور علي بن أيبك:

بعد دعاء المنابر لسلطانة المسلمين، المستعصمية، أم خليل، شجرالدر صاحبة المرحوم الصالح نجم الدين أيوب، عصمة الدنيا والدين، صار موكبها تحفه أفحش ألفاظ السباب والدعاء بالويل وهي تجر جرا مهينا من محبسها في البرج الأحمر بالقلعة إلى دار أم علي أرملة المعز أيبك، وقد جردت من ثيابها الملكية وعصمة جسدها من لمسة فاحشة هنا ولطمة متشفية هناك.. ساقتها جارية عملاقة فظة من جواري أم علي بحبل من عنقها إلى حضرة سيدتها وقد أحاطت بها كوكبة من النسوان الشلق وقد أشهرت كل منهن قبقابا خشبيا منذرا بالويل.

على عرش مرتجل جلست الأرملة المتشحة بالسواد والانتقام ترمق الجسد العاري لفريستها الأرمينية التي نقلتها يد القدر من واحدة من جواري الصالح نجم الدين إلى كرسي السلطنة، ثم هوت بها لتقف مهتوكة المظهر والجوهر عاجزة تنتظر مصيرها.

فرقة الإعدام النسائية شكّلت حلقة حول السلطانة المخلوعة، ينتظرن الأمر من سيدتهن.. لم تطل هذه الانتظار، فأومأت برأسها.

هوت أول ضربة قبقاب على الأنف الجميل فهشمته، حاولت شجرالدر التماسك، لكن ضربة تالية على مؤخرة عنقها أجبرتها على السقوط راكعة.. جذبتها يد فظة لتقف مجددا.. وقبل أن تهوي الضربة الثالثة أشارت أم علي للجواري والنسوان اللاتي جلبتهن، وقالت مصوبة إلى غريمتها نظرة بعينين لا تطرفان: “الرأس والعنق.. ليس الآن.. الضلوع أيضا تجنبنها حتى أعطيكن الإذن.. أريد لهذه الرقصة أن تستمر لأطول وقت يستطيع هذا الجسد القحب تحمله.. لا تجعلن الموت هدية رخيصة”.

ثم وجهت الحديث لضحيتها: “اشترطت عليه طلاقي ليتزوجك ويصبح سلطانا.. أمرتيه بهجر ابنه، لم يكفك هذا فقتلتيه لمجرد علمك أنه أعادني لعصمته.. كان لك السلطان واللقب والجاه، ولم أكن أطلب سوى مملكة بيتي، فأين ذهب بك بطر النعمة؟”

أشارت لجواريها، فأكملت الجوقة عزف القباقيب على الجسد البض.. استرخت أم علي في مقعدها وهي تجيل النظر في الجسد المحاصر بالآلام، تريد أن ترشف كأس عذابات خصمتها لآخر قطرة، ينبغي ألا تفوتها نقطة دم أو  مزعة لحم، طائر الانتقام يصيح في رأسها أن اسقوني اسقوني! يصك أذنيها صوت عظم يتكسر، تنظر لها جاريتها العملاقة، فتوميء لها أن لا بأس، فتشير هذه بدورها للجواري، تتوحش الضربات، تغمض الأرملة عيناها متيحة لأذنيها المشاركة في متعة الانصات لأغنية الموت الأليم.

البعض تحدث بعد ذلك عن قيام أم علي بقطع ثديي شجرالدر وتمزيقهما لقطع صغيرة ثم طبخها مع الأكلة المعروفة حاليا بـ “أم علي”، وأن الزبيب قد حل بعد ذلك محل الأثداء.. لا يوجد ما يؤكد تلك المعلومة الرهيبة، وعلى أية حال فالأمر كله بشع بما يكفي.

……….

“فلما ماتت سحبوها من رجلها وأرموها في الخندق الذي وراء القلعة، وهي عريانة ليس في وسطها غير اللباس فقط، فاستمرت مرمية في الخندق ثلاثة أيام لم تدفن، وقيل إن بعض الحرافيش نزل تحت الليل إلى الخندق وقطع تكة لباسها وكانت فيه أكرة لؤلؤة ونافجة مسك، فسبحان من يعز ويذل”

بدائع الزهور في وقائع الدهور- ابن إياس

……….

“ثم دفنت بعد أيام وقد نتنت، وحُملت في قفة بتربتها قرّيب المشهد النفيسي، وكانت من قوة نفسها لما علمت أنها قد أحيط بها أتلفت شيئا كثيرا من الجواهر واللآلي كسرته في الهاون.

وصلب محسن الجوجري على باب القلعة ووسط تحت القلعة أربعون طواشيا وصلبوا من القلعة إلى باب زويلة، وقبض على الصاحب بهاء الدين بن حنا لكونه وزير شجرالدر” (التوسيط:إعدام بقطع الجسم نصفين من تحت السرة)

السلوك لمعرفة دول الملوك – المقريزي

……….

عزالدين أيبك وشجرالدر، الشريكان والغريمان.. المتأمل في سيرة كل منهما يدرك تشابها شديدا، فمن بين من حكموا مصر من الرجال لم تخدم الأقدار إنسانا فترفعه من موضع غير مرتفع إلى ذروة السلطة ثم مكرت به فأطاحته عنها بشكل مهين مثلما كان مع أيبك.. وبين من حكمن من النساء لم تكن حياة إحداهن حافلة بالارتفاع بعد صغر الشأن ثم القذف من عل مثلما كان مع شجرالدر..

فعزالدين أيبك لم يكن أكبر الأمراء المماليك ولا أقواهم ولا أكثرهم أتباعا، وإنما كان يشغل منصب “الجاشنكير” -وهو من يتذوق طعام وشراب السلطان قبله لكيلا يكون مسموما- ثم تدرج في المراتب حتى صار من كبار أمراء السلطان الأيوبي قبل الأخير نجم الدين أيوب، وبعد وفاة هذا الأخير واغتيال ابنه توران شاه -بسبب تآمره على مماليك أبيه- لم يكن من مؤهل له لتولي السلطنة باختيار شجرالدر له زوجا لها، إلا كونه غير قوي الشوكة مما يسهل عزله لو خرج عن الخط المرسوم له.

إلا أن أيبك لم يكن بهذا الضعف الذي حسبوه، فسرعان ما كوّن فرقة المماليك المعزية -نسبة للقبه المعز- وجعل قطز ساعده الأيمن، وبادر بالتخلص من خصومه، فدبر بالتعاون مع قطز عملية اغتيال سريعة لفارس الدين أقطاي -المنافس الأكثر شراسة لأيبك- وبادر بتشريد  واعتقال وقتل المماليك البحرية المتمردون عليه، والغاضبون لقتل أقطاي، وكان قد أخمد قبلها ثورة عرب الصعيد الذين أنفوا من أن يحكمهم رجل مسه الرق -وقد كان هذا حال كل المصريين إلا أن العرب وحدهم تحركوا إيجابيا وأشعلوا ثورة مسلحة- فخرجوا عليه بقيادة قبيلة الجعافرة وعلى رأسهم الشريف حصن الدين بن ثعلب، ثم التفت لمنافسه الأيوبي حاكم الشام الناصر يوسف وحاربه بالسيف تارة وبالمراوغة تارة حتى قهره، وتخلص من شريكه الصوري في الحكم الأمير موسى بن نجم الدين أيوب فخلعه وانفرد بالحكم.. وهكذا لم يعد بينه وبين الانفراد بالسلطة سوى شجرالدر المتسلطة عليه والتي كانت تعيّره قائلة: “لولاي ما كنت تصبح سلطانا” وتجبره على مفارقة زوجته وابنه علي.

وأما شجرالدر فكانت جارية أرمينية في حريم السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب، فقربها إليه، واعتقها -بحكم انجابها ابنه خليل كما يقر الشرع بشأن الإماء- وجعلها شريكته في الحكم، وصارت كنيتها “أم خليل” رغم وفاة هذا الأخير صغيرا.

وعندما اشتد المرض بالسلطان ووافاه الأجل، أدارت شجرالدر -المعروفة بالعقل والدهاء والثبات- العمليات العسكرية ضد جيش الفرنسيين بقيادة لويس التاسع، واستطاعت مملكة مصر تحت حكمها أن تسحق الغزاة، وأرسلت تستدعي توران شاه ابن زوجها ليتولى السلطة، إلا أنه تنكر لها ولمماليك أبيه، فاغتالوه، واتفقوا على سلطنة شجرالدر، لكن الشعب ثار ضد حكم المرأة، وقام الفقهاء بقيادة شيخ الإسلام العز بن عبد السلام بالتحريض على الرفض، وأرسل الخليفة من بغداد يقول: “إذا كانت الرجال لديكم قد عدمت، فأخبرونا نسّير لكم رجلا”، وأطلت أطماع أمراء بني أيوب في الشام برؤوسها.

فاضطرت شجرالدر لأخذ خطوة مراوغة، وتزوجت من أيبك وتنازلت له رسميا عن الحكم، وبهذا أسكتت أصوات الثورة على حكم النساء، وإن لم تسكت عن حكم العبيد، وأجبرت أيبك أن يشركها في كل شئون الحكم، وأن يطلق زوجته ويهجر ابنه، وبهذا صارت تمسك بمقاليد الحكم، ولم يعد يؤرقها سوى أيبك الذي بدأ يتنمر على شروطها متسلحا بتخلصه من خصومه.

كانت المواجهة بينهما حتمية إذن.. وكان على أحدهما أن يتخلص من الآخر.

وبالفعل كانت الساعات الأخيرة في صراعهما حاسمة، فعندما كان أيبك معتزلا شجرالدر في بيته في منطقة “مناظر اللوق”، كان يخطط للتخلص من شريكته المتجبرة، بينما كانت تلك الأخيرة ترسل له أحد القضاة رسولا للصلح، وابتلع أيبك الطعم وصعد إلى القلعة، فقبّلت يده وبات عندها، ثم دخل إلى حمامه الأخير.

كان هذا انتصارا أخيرا لشجرالدر، وبالتأكيد فإن أيبك كان -قبل اغتياله-يحسب أنه قد انتصر واستطاع تطويع منافسته الشرسة.. انتصارا أخيرا كان هذا له إذن.

لم يكن يعلم أن قبلة شجرالدر على يده هي قبلة الوداع، ولم تكن تعلم أن شهقة غريمها في احتضاره، هي نفير إيذان حياتها الحافلة بالانتهاء بشكل دام.

تسابقا إذن إلى حافة القبر، كلاهما انتصر وانهزم.. وجاء للقلعة سيد آخر هو المنتصر الحقيقي..أو كما يقول سعد مكاوي في روايته “السائرون نياما” عن انقلابات المماليك “هذا الصباح يكنسنا معا”.

وعلى ذكر هذا السيد الجديد.. المنتصر الحقيقي، فإن مجرى الأمور يشير إلى أن مسألة اغتيال أيبك ثم مقتل شجرالدر، وتوالي الأحداث بهذا الإيقاع السريع، وراءه يد خفية.

فلماذا لا نبحث في شأن هذه النظرية؟

(يتبع)

]]>
http://www.za2ed18.com/%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d9%83%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%af%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%83-2-%d8%a3%d9%8a%d8%a8%d9%83-%d9%88%d8%b4%d8%ac%d8%b1%d8%a7/feed/ 0
وائل اسكندر يكتب: المجرم الحقيقي في صفر مريم http://www.za2ed18.com/%d9%88%d8%a7%d8%a6%d9%84-%d8%a7%d8%b3%d9%83%d9%86%d8%af%d8%b1-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d8%b1%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%b5%d9%81%d8%b1/ http://www.za2ed18.com/%d9%88%d8%a7%d8%a6%d9%84-%d8%a7%d8%b3%d9%83%d9%86%d8%af%d8%b1-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d8%b1%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%b5%d9%81%d8%b1/#comments Thu, 03 Sep 2015 08:10:31 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=4996  

Wael-Eskandar

عارفين مين المجرم الحقيقي في واقعة مريم ملاك؟ مهم جدا نجاوب على السؤال ده لأننا مش عايزين مريم ملاك كل شوية وفي كل حتة وفي كل مجال.

هل هو المراقب اللي ممكن يكون ادى ورقها لحد تاني؟ ولا الكونترول اللي ممكن يكون باع ورقها لحد تاني، ولا الوزارة بحالها عشان مفيش ضوابط، ولا الوزير المتخاذل في دوره؟ ولا الطب الشرعي اللي حاول يحمي الوزارة والدولة؟ ولا الدولة اللي سمحت بإن مؤسساتها تبقى ظالمة؟

كل دول ممكن يكونوا مسؤولين بالفعل عن اللي حصل مع مريم ملاك وغيرها كتير من اللي ما قدروش يوصّلوا صوتهم للإعلام عشان الناس تهتم، لكن مش هما المجرم الحقيقي.

المجرم الحقيقي في موضوع مريم ملاك هو إحنا.. إحنا السبب الأول والأخير في الظلم اللي وقع على مريم وغيرها كتير.. أجرمنا لما قررنا نثق في حكومتنا رغم علمنا التام بالفساد اللي جوة كل مؤسساتها.. شفنا الظلم وقلنا أكيد مش ظلم، ومش حينفع ننتقد، لأن الدولة بتحارب الإرهاب. جريمتنا إننا قبلنا الظلم بحجة الحرب على الإرهاب.. إيه علاقة الحرب على الإرهاب بالظلم؟ الحرب على الإرهاب مش مبرر إننا نحبس حد بريء أو نفرج عن مجرم.

قضايا كتير تعامل فيها القضاء بنفس طريقة الطب الشرعي، يحمي مصالح، مش العدل، وقبلنا نصدق إنه حقيقي شامخ رغم كل المعطيات. قبلنا نردد على ناس إنهم خونة، مع العلم إن حتى القضايا ما حاكمتهمش على كده، وقبلنا تزوير الإعلام والأحكام زي الطب الشرعي تمام.

زعلانين ليه إن مريم أخدت صفر طالما موافقين على المبدأ؟ المبدأ هو الثقة في كلام مرسل أو حتى كلام حكومي رسمي في غياب الدليل وفي غياب المنطق.. طبعا بعد الثقة العمياء، من حق الدولة تعمل اللي هيا عايزاه من غير ما تتوقع مساءلة، لأننا أجرمنا في حق نفسنا وأولادنا وناسنا وادينالهم الحق في كده.

حق مريم ممكن يرجع ليها، بس السؤال المهم: هل مريم حالة فردية، ولا نتاج ظاهر لإجرامنا وما خفي كان أعظم؟

السؤال ده هيفضل يفرقنا بطرق كتير.. في ناس مقتنعة إنها حالة خاصة وفي ناس مقتنعة إنها حالة عامة وفي ناس مقتنعة إن الخط خطها زي ما الطب الشرعي قال, زي ما مقتنعين إن خالد سعيد مات لما بلع لفافة بانجو، مش عشان الشرطة فضلت تضرب فيه لحد ما مات.

في ناس مقتنعة إن اللي في السجون يستاهلوا السجون، رغم إن حتى السيسي اعترف إنهم قبضوا على ناس أبرياء كتير.. في ناس دافعت عن الشرطة لما قتلت شيماء الصباغ، ولولا فجاجة الموضوع، كانوا فضلوا فاهمين إن الإسلاميين هما اللي قتلوها زي ما روج المذيع أحمد موسى لما ضلل الناس وجاب مشاهد من مظاهرات لحركة أحرار قبلها بيوم وادعى إنهم من قتلوا شيماء الصباغ.

صفر مريم صادم، لأنه النتيجة الحقيقية لمواقفنا المتخاذلة، ولحد دلوقتي في ناس مصدومة إن هي دي النتيجة لوطنيتها وحربنا على الإرهاب.. ثقتنا العمياء في مسار بلدنا.. عشان كده الناس بتكافح عشان تغير صفر مريم، عشان عايزين يغيروا صفرهم، والحقيقة إنهم ممكن ينجحوا، لكن السؤال الحقيقي، حتى لو اتغير صفر مريم، هل نقدر نغير صفرنا؟

اقرأ أيضا:

رامي يحيى يكتب: رأي “فرويد المصري” في “صفر مريم” 

مروة رخا تكتب: مجدي ومريم.. ولعنة الثانوية العامة

ناصر عبد الرحمن يكتب: مريم

عزة كامل تكتب: خالد سعيد.. وصفر مريم

 
]]>
http://www.za2ed18.com/%d9%88%d8%a7%d8%a6%d9%84-%d8%a7%d8%b3%d9%83%d9%86%d8%af%d8%b1-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d8%b1%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%b5%d9%81%d8%b1/feed/ 0
أحمد تايلور يكتب: أنا دولة يا شاطر http://www.za2ed18.com/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%aa%d8%a7%d9%8a%d9%84%d9%88%d8%b1-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a3%d9%86%d8%a7-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%8a%d8%a7-%d8%b4%d8%a7%d8%b7%d8%b1/ http://www.za2ed18.com/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%aa%d8%a7%d9%8a%d9%84%d9%88%d8%b1-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a3%d9%86%d8%a7-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%8a%d8%a7-%d8%b4%d8%a7%d8%b7%d8%b1/#comments Wed, 02 Sep 2015 08:05:09 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=4982 ahmed_tayler

“إسرائيل ليست عاجزة عن مساواة حماس والقسام بالأرض، هم لا يعجزون، لكنهم يريدون حماس شوكة في حلق الأمة العربية وفي ظهر مصر، أنا باعيد ندائي تاني للرئيس السيسي: قدم أدلة الدولة لمجلس الأمن، وافقوا نضرب، موافقوش برضه نضرب، هي توصل إني أسيب الكيان الإرهابي يرسل تهديدات، وبعدين الـ……. (النقط دي مكانها شتيمة)، اللي كان ملثم، لو انت راجل اكشف وجهك، يا حبيبي أنا دولة، أنا دولة يا شاطر، قياداتها معروفين، وزير الدفاع وجهه معروف، خليك راجل واكشف عن وجهك”.

ريهام نعمان.. مقدمة برنامج “واحد صحيح” – هو البرنامج اسمه كدا – المُذاع على قناة العاصمة، وأما الملثم الذي كانت ترمي إليه كلماتها فهو أبو عبيدة، المتحدث الإعلامي الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

يا شاطرة.. الملثم الذي تضعه إسرائيل على قوائم اغتيالاتها، أفضل لأي إنسان حر من “رجل الدولة”، الناطق باسم تل أبيب.

……….

لا تعرف مذيعة الشئون المعنوية عن الدولة سوى وجه القادة، لذلك لا تعتبر الملثمين رجال دولة، هذا تعريف سهل جدا وبسيط، غير أنه يعتبر قطاع الطرق واللصوص الذين ينقضون على السلطة رغما عن إرادة الشعوب، رجال دولة، مع إنهم ملثمون، بحكم التعريف على الأقل!

……….

إحنا دولة يا شاطر، ومش أي دولة يا حبيبي، إحنا اللي بدعنا السياسة، عندنا دستور لا تقولي أمريكا ولا ألمانيا، عندنا رئيس اسم الله على مقامه يفهمها وهي طايرة، هنقدم مذكرة لمجلس الأمن عشان نضرب حماس، لو وافقوا خير وبركة، موافقوش ولا يهمنا واللي مش عاجبه يخبط دماغه في حيطة خالته.

يبدو أن العنوان الخفي لميثاق الشرف الإعلامي الذي وعد به السيسي في خطاب 3 يوليو: “حد له شوق في حاجة”!

………

احنا دولة يا شاطر تسن قوانين سيئة السمعة، في غيبة البرلمان، تحبس بها شباب وفتيات وأطفال بتهمة التظاهر، وتلقيها في سلة الزبالة إذا كان على الجانب الآخر أحد الغربان.

……….

دولة تطلق النار على مظاهرة سلمية تُوزع فيها الورود على قوات الأمن المركزي، وتعتبر اقتحام مديرية أمن واحتجاز قيادات أمنية “وقفة احتجاجية”!

دولتكم التي قتلت شيماء الصباغ في وقفة احتجاجية بالورود، اعتبروها “مظاهرة”، وقتلت سندس رضا في مظاهرة سلمية اعتبروها “مسلحة”، هي ذاتها الدولة التي وعدت أمناء الشرطة – الذين اقتحموا مقرات أمنية وتبادلوا النيران مع الأمن المركزي – بتلبية مطالبهم، شريطة فض الاعتصام!

……….

دولة تعتقل الشباب أولا، ثم تبحث لهم عن تهم تسوغ اعتقالهم، وإذا فشلت في تلفيق التهم، تركتهم محبوسين، وإذا جاء توقيت إطلاق السراح، اخطفتهم، لا لأنها دولة خارج نطاق القانون والزمن، حاشا لله، لكنها أحبت المعتقلين، ولا تريد فراقهم، هذا تفسير أكثر منطقية بالطبع.

……….

دولة ترى في إسراء الطويل، فتاة العكاز الصغيرة، تهديدا لأمنها القومي، وتعتبر قتل إسرائيل لجنودها على الحدود خطأ لا يستوجب المطالبة بالاعتذار.

……….

دولة تعتبر الخروج على كل الأعراف والقوانين واحتراف القتل والتصفية من متطلبات الحفاظ على ذاتها، هكذا فعلت مع إسلام عطيتو، طالب الهندسة الذي اختطفته من جامعته، وقامت بتصفيته، ثم كذبت على الناس مدعية أنها قتلته في إطار اشتباك مسلح، إلا أن كاميرات المراقبة وأحد الأساتذة أصحاب الضمير الحي كشفوا اللعبة القذرة.

……….

دولة تعذب وتقتل المحاميين كي لا يتمكنوا من الدفاع عن المتهمين، إليك كريم حمدي، المحامي الشاب، الذي قادته رغبته في الدفاع عن المظاليم إلى “النفخ” في قسم المطرية حتى الموت.

……….

دولة تقتل المعتقلين بشكل عمدي، عن طريق الإهمال الطبي ومنع الدواء عنهم.. مثلما فعلت مع “فريد إسماعيل، الفلاحجي” فيما يتلقى مبارك الرعاية الطبية الفخمة، طيلة فترة حبسه، مشيها حبسه، في أفضل مستشفيات مصر على الإطلاق!

……….

دولة تزين السجون صباحا استعدادا للزيارة المتفق عليها مسبقا مع وفد حقوق الإنسان، وتعذب المساجين ليلا، وتمنع عنهم أبسط متطلبات العنصر البشري، الذي يحتاجه للبقاء حيا!

……….

دولة تطلقك، وأمثالك، في وجوه الجمهور، تسبون في الجميع بلا رادع، تترك الشتّامين في الفضائيات دون عقاب، الدولة التي توفر كامل الحماية والأمن لخدمة النعل السلطاني، هي ذاتها التي بررت إغلاق قنوات الإسلاميين حماية للأخلاق ودفاعا عن الصالح العام، فهل ورثكم أباكم الصالح العام، تتحدثون باسمه، وتحجبون باسمه، وتسمحون باسمه؟!

………

دولة تفتح المجال لمرتضى منصور وتوفيق عكاشة وأحمد موسى وأماني الخياط، وتغلقه أمام يسري فودة وبلال فضل وريم ماجد.

………

دولة وزير عدلها متهم، بشهادة الأهرام، بالتربح والاختلاس والاعتداء على أراضيها، فيما تطلق أبواقها للهجوم على معارضيها في ذممهم المالية!

………

دولة يطلق رئيسها تصريحات عارية من الحقيقة أمام العالم، ويدعي أنه يحكم بلد تسوده حرية الرأي والتعبير، في الوقت الذي يتم القبض فيه على العشرات بتهم الإساءة للرئيس، وتُسجن فيه فتيات بتهمة “حيازة دبوس”، ويعتقل شباب وصحفيين بتهمة “حيازة كاميرا”!

……….

دولة “بتنيم” أمريكا من المغرب وتعتقل قائد أسطولها السادس على شاشات الإعلام، وتتزوجها “عرفي” ليلا، فيما يعتبر أحد قيادات مجلسها العسكري جيش مصر جزء من الأمن القومي الأمريكي!

……….

دولة قضاؤها شامخ.. لا يجد غضاضة في سجن الأطفال، وأحكام الإعدام الجماعية، يحبس عصام سلطان سنة بسبب قوله “السلام عليكم عدا هيئة المحكمة”.. يتيح الفرصة كاملة، وأكثر، لمتهم في الدفاع عن نفسه، ويضع آخر في قفص زجاجي حتى لا يسمعه أحد سواه!

……….

دولة تطلب من أفرادها التبرع لصندوق لا يعلم ماهيته أحد، وتتفنن في كيفية إرضاء العسكريين، والقضاة!، دولة تحكم أفرادها بالفناكيش وقوة السلاح وتدعي أنها تمثل الشعب كله!

……….

دولة تجبر أفرادها على التنازل عن الجنسية مقابل الحرية، تجبر أفرادها على التهجير قسرا، في مخالفة صريحة لأعظم دستور في العالم!

تواصل مع الكاتب عبر فيس بوك.. من هنا

]]>
http://www.za2ed18.com/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%aa%d8%a7%d9%8a%d9%84%d9%88%d8%b1-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a3%d9%86%d8%a7-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%8a%d8%a7-%d8%b4%d8%a7%d8%b7%d8%b1/feed/ 0
مروة رخا تكتب: مجدي ومريم.. ولعنة الثانوية العامة http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%b1%d9%88%d8%a9-%d8%b1%d8%ae%d8%a7-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%85%d8%ac%d8%af%d9%8a-%d9%88%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%88%d9%84%d8%b9%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%86%d9%88/ http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%b1%d9%88%d8%a9-%d8%b1%d8%ae%d8%a7-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%85%d8%ac%d8%af%d9%8a-%d9%88%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%88%d9%84%d8%b9%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%86%d9%88/#comments Tue, 01 Sep 2015 08:10:53 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=4969 marwa-rakha

مجدي ابن خالتي مات.. مات مجدي بعد عيد ميلاده الأربعين بقليل ولكني أشعر أنه مات يوم نتيجة الإعدادية!

أتذكر مجدي من الحين للآخر، ولكني أحاول ألا أتذكره كثيرا! لدي قناعة راسخة أن التفكير فيمن رحلوا عن عالمنا يستدعيهم بصورة أو بأخرى وقد يأتوا غاضبين أو ناقمين أو لائمين!

في الفترة الماضية تذكرت مجدي كثيرا! يعود مجدي إلى الحياة في ذاكرتي كلما قرأت أي خبر أو مقال عن مريم ملاك صاحبة الصفر الشهير في الثانوية العامة. سوف أحكي لكم حكاية مجدي لأني أشعر أني أريد ان أحكي! لا أهدف إلا تغيير أي شيء ولا الثورة على أي وضع ولا الهجوم على أي منظومة! ولن أستخدم أي ألفاظ نابية في هذا المقال احتراما لسيرة مجدي ابن خالتي الذي مات قبل تاريخ وفاته بخمسة وعشرين عام!

كان مجدي أول فرحة عائلة أمي لأنه أول حفيد وكان طفلا جميلا شكلا وموضوعا! كان هادئا باسما متعدد المهارات! في سن العاشرة كان يستطيع تسلق حلقي الباب بقدميه وفي سن الثالثة عشر كان يستطيع لف شعر أخته الغزير الطويل الجميل على بكلات منمقة وفي سن الخامسة عشر حكى لي عن دينا جارته التي يحبها ويريد أن يتزوجها! ثم ظهرت نتيجة الإعدادية وانطفأت شمعة مجدي! مجموعه لم يؤهله للالتحاق بالتعليم الثانوي العام واضطر إلى الالتحاق بالثانوي الفني!

أصبح مجدي ومجموعه وصمة في العائلة! كل بنات وأبناء خالته ينجحون ويدرسون في مدارسهم ويذهبون إلى نواديهم ويطاردون أحلامهم ومجدي يغرق وحده في كابوسه! بدأ مجدي ينزوي ويختبئ وينطفئ وكأنه يستعد أن يكون ذكرى! في البداية كان يزورنا، لكنه كان يجلس في صمت؛ لم يعد يتحدث عن دينا أو أصدقائه أو دراسته! توقف عن الحديث لأن حديثه لن يليق بنا! دراسته غير دراستنا ومدرسته الثانوية غير مدرستنا الثانوية وزملائه غير زملائنا وتجربته في الحياة أصبحت سر أخذه معه إلى العالم الأخر. بعد عدة زيارات صامتة توقف مجدي عن زياراتنا وعن زيارة جميع خالاته وامتنع عن حضور جميع مناسباتنا وأصبحنا نتحدث عنه دائما بصيغة الغائب لأنه اختار ألا يكون حاضرا!

مرت السنوات وكل أخبار مجدي كانت فشل تلو الآخر! ماذا كنا نتوقع من ابن خالتنا المكسور؟ ماذا كنا نتوقع من مجدي بعد أن دهسه النظام التعليمي والتقييم الاجتماعي؟ مرة نسمع أن مجدي يعالج من الاكتئاب ومرة نسمع أنه يعالج من الوسواس القهري ومرة نسمع أنه يعاني حساسية على الصدر! كل أخباره كانت عن أمراض بلا مصدر وأعراض غير معروفة وقائمة طويلة من الأدوية! احتجب مجدي تماما حتى وإن زرنا والدته كان دائما غير موجود! رفضنا مجدي قبل أن نرفضه!

حاول مجدي العمل كثيرا، لكن شهادته ودراسته ومساره التعليمي فرض عليه وظائف خدمية كرهها وذكرته كل يوم بنتيجة الإعدادية! حاول أن يترك مصر ويعمل في الخارج، لكن لعنة تعليمه المصري طاردته وعاد خائب الرجاء! لم يتزوج مجدي! مات ولم يتزوج! لم أسمع عن أي قصة حب أو مشروع ارتباط يخصه! بعد وفاته، ذهبت لأقدم واجب العزاء لخالتي وابنة خالتي ورأيت صورة له في المنزل! لن أسترسل في وصف الصورة، لكني تمنيت أن يعود بي الزمن إلى الوراء حتى أنقذه! على الأقل كنت سأحاول اختراق شرنقته وإخراجه من عزلته! كنت سأحاول أن أفكر معه في مسارات بديلة! كنت سأجلس صامتة وأستمع إليه!

هل ولد مجدي فاشلا؟ هل خلق مجدي بلا موهبة؟ هل نتيجة الإعدادية حقا كانت تقييما لقدراته؟ هل استحق أن يعيش سلسلة من الصدمات والمعاناة لسبب غبي مثل درجات الامتحان؟ هل كان يصح أن تحدد مدرسته مستواه الاجتماعي؟ هل كان يصح أن تحدد دراسته – التي لم يختارها – مصيره؟ هل صدق مجدي أنه خائب لأن مدرسته الإعدادية وصمته بالخيبة؟

للأسف لم يكن كبيرا أو ناضجا أو قويا بما يكفي ليعرف أن لا قيمة لهذه الأوراق أو هذه الدرجات أو هذه الشهادات في أي بلد في العالم وأن التعليم كله محصل بعضه وأنه بكرة يكبر ويعلم نفسه بنفسه زيي وزي اخته وزي كل بنات وولاد خالاته!

الشعور بالظلم يقتل والشعور بالاضطهاد يقتل والشعور بالرفض يقتل!

معلش يا مريم!

الله يرحمك يا مجدي!

]]>
http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%b1%d9%88%d8%a9-%d8%b1%d8%ae%d8%a7-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%85%d8%ac%d8%af%d9%8a-%d9%88%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%88%d9%84%d8%b9%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%86%d9%88/feed/ 0