+18 وأنت حر » ملفات http://www.za2ed18.com زائد ١٨ موقع شبابي سياسي اجتماعي فني ثقافي شامل وجريء Mon, 23 Mar 2015 13:58:38 +0000 ar hourly 1 وسيمة الخطيب تكتب: قاللك.. الراجل والست ست http://www.za2ed18.com/%d9%88%d8%b3%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%a8-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%82%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%aa/ http://www.za2ed18.com/%d9%88%d8%b3%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%a8-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%82%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%aa/#comments Sat, 21 Mar 2015 18:38:59 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=1457 wassima_alkhateeb20

“أنت راجل متعيطش”.. “أنت بنت متضحكيش بصوت عالي”.. “أنت راجل لازم تحمي أختك”.. “انت بنت مينفعش تتأخري بره البيت”.. “الولد كبر وبقى راجل وبيحب”.. “البنت المؤدبة متصاحبش أولاد”.

تلك نماذج من عبارات التمييز التي تربينا عليها، وسواء رفضناها أو قبلناها، تظل هي ومثيلاتها جزءا من أفكارنا المغلوطة التي نشأنا عليها، والتي – برغم أنها قتلت رفضا وبحثا ومناقشة- إلا أنها مازالت تعيد بناءها بيننا رغما عنا، وما زلنا نناقشها حتى الآن بلا إيجاد حلول لها.

ذلك التمييز الذي أثر سلبا على فطرتنا الإنسانية.. نشأ الرجل بمقتضاه على منعه من التعبير عن مشاعره، ونشأت المرأة بمقتضاه على قمع الاعتزاز بأنوثتها، حتى باتت الذكورة والأنوثة عبئا عليهما، بدلا من تعاطيهما باعتبارهما جزء من تكوينهما الإنساني.

ذات يوم كنا مدعويين إلى حفل عائلي بسيط بمناسبة خطبة أحد أفراد العائلة، وكانت ابنتي ترتدي ثوبا كاشفا جميلا، وبدت فتاة جميلة على أعتاب المراهقة، وأخذت تشارك قريناتها في الرقص.. اقترب منها فتى من المدعويين يلقي عليها تحية مهذبة مثنيا على أناقتها ورقتها وبأنها أصبحت فتاة كبيرة جميلة.

لم يكن من أبي سوى أن جذبها بهدوء – هامسا- أن تجلس بجواره، ناصحا إياها بأن عليها ألا ترتدي ثيابا كاشفة بعد اليوم، فقد كبرت وشد جسدها وصارت مطمعا، ولا يجب أن تسمح لأحد بأن يجاملها بهذه الطريقة.

ابتسمت هي وجاوبته ببساطة أدهشتني: وإيه المشكلة يا جدو، لما حد يقول لي إني جميلة، وإيه المشكلة إني البس الفستان.. أنا لابساه أصلا علشان يبين جمالي.

فلما جاوبها بأنه يخشى عليها أن يضايقها أحد فردت: ما أنا اقدر أمنعه يضايقني، أحسن ما احرم نفسي إني البس الفستان أو اخاف منه.

توقفت عند إجابة الفتاة للحظة.. إنها قد دافعت عن أنوثتها ببساطة وقوة يليقان بمراهقة.. تذكرت تلك الجونلات المزهرة القصيرة، التي كان يهديني أياها أبي والفساتين الملونة القصيرة التي ما إن ارتديها حتى ينبري أخي الأكبر ويمنعني من الخروج بها خارج المنزل، وكان أبي يوافقه رغم إعجابه بها!

كم حيرني موقف أبي وأصابني كثيرا بخيبة الأمل، وكنت كلما اناقشه في الأمر، برر موقفه بأن أخي يخشى عليّ، ويتعلم كيف يمارس رجولته، وكذلك برغم جرأة أبي وعقله المنفتح واحترامه لقيم الحرية والمساواه والعدل، إلا أنه كان يرى بأن علينا أن نوائم المجتمع الذي نعيش فيه وننتمي إليه.

 

لم أقتنع يوما بمبرراته، وأكاد أجزم أنه أيضا لم يكن مقتنعا بها، إلا أنه – لعله- رغم تمرده أشفق علينا أن نواجه رفض المجتمع، أو لعله كان يحمل داخله نفس مخاوف أخي باعتباره ذكر نشأ على نفس القيم التي ترى في الطفلة مشروع أنثى يجب تحجيمها.

لم يكن يشغلني كثيرا – وقتها – أن ارتدي ما يحلو لي، بقدر ما شغلني أن لأخي الحق في ارتداء ما يريده وفي التأخر خارج المنزل، ولا يحق لي ذلك لمجرد أنني فتاة، وهو صبي.

لفت انتباهي عند سماعي لابنتي وهي تحاور جدها، أنني لم يشغلني يوما الدفاع عن أنوثتي باعتبارها حق لي، بقدر ما انشغلت بأن أحصل على مزايا أخي الذكر.

الآن فقط أرى أن المزايا التي تمتع بها الذكر في صباه، أصبحت عبئا نفسيا أضر بمفهوم الرجولة عنده وأضر بفطرته.. تلك المزايا التي جعلت منه إنسانا لا يستطع التعبير عن مشاعره بحرية وأورثته عبئا غير واقعي، فالمجتمع يفرض على الرجل حماية امرأته، في حين أن الواقع يقول إنه غير متواجد معها في الجامعة أو العمل أو النادي، وأنها تواجه المجتمع بنفسها، فلا نجد إلا أنه يقمعها حتى يرضى عنه المجتمع ويشعر هو أنه مقبول إجتماعيا.

لعلنا نجد حلا بسيطا وواضحا لأزمة التمييز الجنسي، كما وجدته تلك الفتاة ابنة هذا الجيل التي قررت أن تدافع عن أنوثتها بدلا من أن تسعى للحصول على مزايا الرجل.. لعل الحل في إعادة صياغة قبولنا للذكورة والأنوثة باعتبارهما أمر عادي، ومرحلة يمر بها الإنسان ببساطة دون تحميلهما عبء لا معنى له، يصّعب علينا الحياة بدلا من الاستمتاع بهما.

 

]]>
http://www.za2ed18.com/%d9%88%d8%b3%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%a8-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%82%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%aa/feed/ 0
نوارة نجم تكتب: القمع إرادة شعب http://www.za2ed18.com/%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d9%86%d8%ac%d9%85-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%85%d8%b9-%d8%a5%d8%b1%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%b4%d8%b9%d8%a8/ http://www.za2ed18.com/%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d9%86%d8%ac%d9%85-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%85%d8%b9-%d8%a5%d8%b1%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%b4%d8%b9%d8%a8/#comments Sat, 21 Mar 2015 18:32:07 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=1454 11042104_352612171607258_66270813_n

المعيار الرئيسي الذي نحكم به على الشخص “المتربي” في مجتمعاتنا العربية بشكل عام، وفي مجتمعنا المصري بشكل خاص، هو مدى خضوعه للقمع، أو مدى استجابته للقهر، أما العيل “قليل الأدب”، فهو ذاك الشخص الذي يرفض أن يذله آخر يكون أكبر منه سنا، أو أرفع منه منصبا، أو أقوى منه اجتماعيا.

كثيرا ما تسمع عبارة “ما يصحش تتعامل مع أبوك/ أمك/ مدرسك/ مديرك/ حماك/ جوزك (للمرأة) بندية كده والكلمة قصادها كلمة”. ثم ينبري الناصح موضحا: “أنا كان عندي خمسين سنة ومتجوز ومخلف وأبويا يسفخني بالكف قدام الناس من غير ما أعرف ليه، ما كنتش أفتح بقي.. أبويا وأنا صغير كان بيضربني بالحزام.. وعشان كده طلعت كده… أنا أبوس إيد أبويا اللي كانت بتضربني بالحزام إنه طلعني كده”.. وأنت الحقيقة لا تعلم ما هي “كده” التي طلعها المتحدث نتيجة لإذلاله بالحزام والصفعات أمام الناس، هو شخص غير مهم بالمرة، ولم يضف للإنسانية شيئا البتة.

الغريب، إنك تجده فخورا جدا بأنه تعرض للإهانة والمذلة في طفولته، بل ويرغب في تطبيق آليات القمع على الأجيال الجديدة، ويندهش من “قلة أدبهم”، التي تدفعهم لعدم قبول الإهانة.

اذكر في ذات مرة، كنت أنا ووالدتي جلوسا في إحدى العيادات، وإذا بأم لطيفة، تنزل بكفها على خد صغيرها الذي لم يتجاوز الخامسة، بدا الفزع على أمي وصرخت بشكل تلقائي قائلة: إيه ده؟ إيه ده؟

أجابتها الأم بتأفف وفتور: إيه؟ حصل إيه؟

فقالت لها أمي: حصل عنف.. قدامنا.

فقالت الأم، وهي تتنقل بيني وبين أمي بازدراء: باربي ابني.

وهكذا ضربت تلك الأم المصرية الأصيلة عرض الحائط بكل نظريات التربية التي تتحدث عن القدوة والمصادقة والمثل الأعلى، ولخصت التربية في صفعة على وجه طفل أمام جمع من الناس.

قد يبدو ما أقول غريبا على الذوق المصري بشكل عام: وفيها إيه لما الأب يضرب ابنه أو الأم تضرب ابنها؟

وهناك تعبير آخر مثير للشفقة والغيظ معا: “بيرد عليّ”! وهذه في حد ذاتها جريمة كافية لتعذيب الطفل الصغير، إن الأب أو الأم حين يصرخون في الطفل، فإنه، بمنتهى العفوية والبراءة “يرد عليهما”، والواقع أن التعبير ليس له تتمة من قبيل: بيرد عليّ بأسلوب مش كويس.. بيرد علي ردود قليلة أدب.. لا، التعبير هو هكذا “بيرد عليّ”، وهنا عزيزي المواطن يبدأ مشوار تكميم الأفواه منذ نعومة أظافرنا.

أنت غير مسموح لك بالرد على من هم أكبر منك سنا، سواء أب، أو أم، أو مدرس، أو ناظر، أو جد… إلخ، لا أحد يطلب منك تحسين أسلوبك في الحديث، هم يطلبون منك أن تصمت تماما، على الأكبر منك أن يوسعك صراخا، وسبابا، واتهاما، وعليك، كطفل مهذب، مؤدب، “متربي”، أن تقمع كل ما يختلج صدرك من دفاع عن نفسك، وألا ترد بأي شيء، ثم تنتظر “لحد ما بابا يهدا وتروح تقول له أنا آسف.. حتى وأنت مش حاسس إنك غلطان، لإنك أكيد غلطان، لو مش عارف أنت غلطان في إيه؟ بابا عارف، وهو عارف مصلحتك”.

عفوا.. إسفخص على دي تربية الحقيقة.. هذه تربية لا تخلق سوى حمارا ببردعة، يعشق التذلل، ويستسيغ التزلف، ويعتبر الخضوع أفضل صفاته. والغباء والامتناع عن التفكير، والتسليم بإرادة الأقوى ووجهة نظره دون مناقشتها، هي قمة الأخلاق والأدب. كما إننا نربي أبناءنا على كراهية “البجاحة”.. عيب، عايز تعمل حاجة اعملها في السر.. إنما عيانا بيانا كده؟ دي اسمها بجاحة.

كي لا نظلم الآباء والأمهات، فإنهم تربوا بنفس الطريقة، ولا يعرفون طريقة أخرى للتربية، كما إن جلنا يعلم المثل المصري الشهير “لو شاف الجمل سنمه، كان وطى عليه قطمه”، بقول آخر، قليل من الآباء والأمهات من يرى في نفسه التشوهات التي نتجت عن طريقة تربيته الخاطئة، ومن ثم يحاول أن يصلح ما يمكن إصلاحه أثناء تربيته لأطفاله.

الجميع يرى نفسه “زي الفل”، و”إحنا اتضربنا بالحزام عشان كده طلعنا كده…”، بل إنه يرى في الأجيال الجديدة “دلع ماسخ” أخرج شبابا قليل الحياء، يجاهر بقلة الأدب، ويتطاول على الأكبر والأهم والأقوى.

لذا، فإن أغلب “المتربيين” في مصر، يرون أن الثورة قلة أدب، وأن خلع رئيس فاسد قاتل سارق، وهو رجل كبير في السن، قلة حياء وقلة أصل، “اعتبره أبوك يا أخي”، وأن التطاول على الشرطة التي تعذب وتقتل من التعذيب، خيانة للوطن، “احنا اتضربنا بالحزام وعشان كده طلعنا كده”، وأن معارضة السلطة يساوي “الرد على الأب والأم والمدرس”، وأنت مش مفروض ترد أساسا، لا بخير ولا بشر.. أنت تصمت.

ماذا نتج عن هذه التربية القمعية المشوهة؟

نتج عنها ما لخصه حسن حسني في أحد مشاهد فيلم “فرحان ملازم آدم” من إخراج عمر عبد العزيز، حيث قال حسن حسني في أحد المشاهد: مدام ماحدش شايفك، اعمل اللي أنت عايزه، اتكشفت.. بجّح.. ما نفعتش البجاحة.. طاطي.

كما نتج عن هذا النموذج التربوي المريض، أن تحول الناس جميعهم إلى ظالم ومظلوم، كلما قدر شخص على من هو أضعف منه، مارس عليه القمع الذي تربى عليه، وكلما خضع هو ذاته نفس الشخص لمن هو أقوى منه، مورس عليه الظلم والقهر.. وحاجة بقت تقرف.

ومع كل هذا الظلم، وعدم التورع في التنكيل بمن هو أضعف، فقط لإنه أضعف، يتحدث هؤلاء الظلمة/ المظلومين، عن “قلة الأدب”، ويلخصون الأدب في “حضرتك.. وسيادتك.. ويا فندم..”، وكل أشكال “أدب القرود” والذي يشتمل على عدم التفوه بألفاظ نابية علانية، مع الاحتفاظ بحق التفوه بكل هذه الألفاظ في المشاجرات. ويلخصون الشرف في “فرج المرأة” حرفيا دون أدنى مبالغة، ولا شرف في هذا الوطن سوى في هذا المكان الضيق. ويلخصون الاحترام في ارتداء ملابس مهندمة. ويلخصون الأخلاقيات في عدم إغلاق سماعة الهاتف في وجه المتحدث على الطرف الآخر.

لا أظن أن الأمر يحتاج لثورة على السلطة فقط لإصلاح الأمور، بقدر ما يحتاج لثورة على المفاهيم والأعراف والعادات والعقلية المصرية التي تدير المجتمع.

]]>
http://www.za2ed18.com/%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d9%86%d8%ac%d9%85-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%85%d8%b9-%d8%a5%d8%b1%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%b4%d8%b9%d8%a8/feed/ 0
نـاهـد صـلاح تكتب: اتدحرج واجري يا رمان http://www.za2ed18.com/%d9%86%d9%80%d8%a7%d9%87%d9%80%d8%af-%d8%b5%d9%80%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d8%aa%d8%af%d8%ad%d8%b1%d8%ac-%d9%88%d8%a7%d8%ac%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d8%a7-%d8%b1%d9%85%d8%a7%d9%86/ http://www.za2ed18.com/%d9%86%d9%80%d8%a7%d9%87%d9%80%d8%af-%d8%b5%d9%80%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d8%aa%d8%af%d8%ad%d8%b1%d8%ac-%d9%88%d8%a7%d8%ac%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d8%a7-%d8%b1%d9%85%d8%a7%d9%86/#comments Sat, 21 Mar 2015 18:22:11 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=1450 ناهد صلاح

(1)

ويسألونك عن الطفولة، قل إنها لم تكن فطيرة الذرة والأرز المعمر والبطاطا المشوية التي كانت تعدها جدتي ولا فص البرتقالة ولا فلقة الرمانة، أو إيقاع الحنين الذي يَشْرَق بي كلما أبصرت شجرة الزنزلخت يقف عليها هدهد وغراب أمام بيتنا الكبير في قريتنا الصغيرة، وإنما هي أيضاً أمنا الغولة وأبو رجل مسلوخة يحملقان بي كلما اطفأت النور ويستدعيان كل رفاقهما من الجن والعفاريت والمخلوقات المشوهة في حكايات الطفولة السخية بهم والتي حملتها على كتفي طوال عمري، فلم أستطع أن أتنصل منها وإن صارت بالنسبة لي حائط الصد الذي حال بين تورطي في أي نوع من الشغف تجاه أفلام الزومبي والمستئذبين وكل أفلام الرعب الأمريكية، فهوليوود بكل جبروتها وكل مؤثراتها الصوتية لم تعن لي شيئاً يستحق المقارنة بالحضور المغناطيسي لحكايات أشعلت أدرينالين الخوف في طفولتنا لدرجة انقطاع الأنفاس، أما حكاية الشاطر حسن، فالزمن وحده كان كفيلاً بأن يبرهن لي أن الخيال هزمه الواقع بالضربة القاضية.

الآن، كل شيء مرئي: الضجر، وصوت الديك و”الفرخة” يتصارعان على ما لا أفهمه أبداً فوق سطح دارنا القديمة، والصمت المطبق في ليل البيوت بين رجال عادوا من رحلة الشقاء في الغيطان ونساء طحنتهم مهمتهم اليومية بين البيوت والغيطان، والذباب الذي يستولى على وجوه أطفال نصف عرايا يهرولون على بيوت المسيحيين عند عقد إكليل ما لأن تصوراتهم هيأت لهم أن صراخهم بالصلاة على النبي محمد يُفسد الإكليل، وطبق الكعك من جارتنا المسيحية الذي لم نتذوقه أبداً وكان دائماً غنيمة للطيور ولم أعرف أبداً مصير طبق كعكنا عند الجارة المسيحية، و.. أنا لم أسلم من أعين الفضوليين في مكاني الوسطي الذي لازمني حتى اليوم، فلا أنا الريفية التي ترتدي نفس ملابسهم وتتحدث نفس لكنتهم وموهبتهم في استعمال حريتهم في الخفاء، ولا أنا “البندرية” التي تتمتع بميزات ابنة المدينة والكهرباء التي لا تنقطع إلا قليلاً والعثور السهل على جريدة أو كتاب جديد، فلاحة على الخط الفاصل ولكن ملتزمة بقواعد أخلاق القرية عند الطائفتين (الفلاحين وأهل المدينة) وقواعد الصح والغلط، ولم أكن بالطبع أدرك حينذاك قاعدة أن كل شيء نسبي، الحرية الناقصة في مجتمع الخوف والوضعية المأزومة على كافة الأصعدة والتي تظهر في التفاوت الشديد في توصيل الخدمات التربوية والتعليمية بين أطفال البلد الواحد، ما يجعل الكلام عن الطموح كلاماً فارغاً وهو ما يذكرني بمقولة قديمة للدكتور فؤاد زكريا إنتقد فيها محاولة القفز علي مشكلات الواقع والتعلق بشعارات من الخارج بصرف النظر عن مدي ضرورتها الملحة والعاجلة في خدمة قضايا المجتمع حيث قال: ليس من الصحيح أن نفكر في الصعود إلي القمر في الوقت الذي نعجز فيه عن حل مشكلة تكدس القمامة في شوارعنا.

(2)

البنت الصغيرة التي وقفت في طابور المدرسة الابتدائية تواجه الوشوش الكالحة والباردة وهي تمسك بميكروفون الإذاعة تلقي كلمة الصباح وتبتسم كثيراً بينما يصرخ فيها مدرس اللغة العربية القصير الأصلع ويده طالعة نازلة أمام كرشه بعصا غليظة: فاشخة بقك أوي كدة ليه؟ كانت أنا. سهرت طوال الليل أكتب كلمة تساوي سنواتي العشر وأعبر بصوتي باب المدرسة والأصابع المغموسة بالطباشير قبل أن يستل صوت المدرس العابس الملامح ويسقط كالحجر مهشماً الصورة بضربة قاتلة. يقولون أن الطفل المفرط الحساسية تنجرح مشاعره بسهولة وقد يستمر في بكاء متواصل، ومع ذلك أنا لم أبك في لحظة خيبة الأمل هذه، شعرت بوجع كبير في صدري ومعدتي وتعرق جبيني واحمر وجهي كله لكن عيناي تحجرت على نظرة تحدى أشهرتها في عيني المدرس الذي أدار وجهه الناحية الأخرى وتحشرج صوته؛ كنت أتصور حتى هذه اللحظة أنني ساحرة، أستطيع أن أختصر كل مسافات الود بابتسامة تصورتها مشرقة كزهر شجرة الرمان في الحديقة الصغيرة الخلفية لمدرستي والتي كنت أتسلل إليها في الفسحة وأقتطف زهرة أو زهرتين أشمهما ثم أمضغهما بتلذذ بطيء وأبتلع طعمهما العسل ما يزيد يقيني بما قالته جدتي: الرمان هو شجر الجنة.

قالت أمي أنها سمعت ذات مرة في الإذاعة أن الطفل الذي يُحتفى به جيداً عند ولادته يظل طوال عمره واثقاً في نفسه، وأنني بوصفي الطفلة الأولى في العائلة كان الاحتفاء بي كبيراً ومشهوداً: اتعمل لك سبوع ما حصلش.. كل العيلة والشارع غنوا ورقصوا وانتي كنت مفتحة عيونك ع الآخر ومش طالع منك أي صوت..، طمأنتها أن نظريتها صحيحة وأن ما سمعته في الإذاعة كلاماً علمياً ومضموناً، فلم أشأ أن أضف إلى قائمة خذلانها بنداً جديداً، فأحكي لها عن ارتباكي في سنتي الأولى بالمدرسة ولخبطتي أمام المدرسين وخجلي وأنا أسير في الشارع ملتصقة بالجدران علنى أكون مخفية لا يراني أحد، وبالطبع لم أصارحها بكل خيباتي العاطفية لأنني من الأساس كنت بلا ثقة في نفسي.

(3)

كانت ابنة عمي تغمض عينيها وتستغفر الله كثيراً، إن شاهدت قبلة بين حبيبين على شاشة التليفزيون، ولما كنت أستنكر: أحسن لك تقفلي التليفزيون. كانت ترد: استغفري أنت كمان لما تشوفي حاجة زي كده عشان ربنا ينجيك وما يحصلكيش الحرام ده. وحين أبتعد عنها كانت تشدني من يدي وتعدد الفتيات والصبايا الجميلات اللاتي اختفين فجأة، بعضهن اشتعلت فيهن النار، والأخريات غرقن في الترعة، وتسألني ابنة عمي بحسم: تعرفي.. إيه اللي حصلهم؟، أجيبها ببرود: ماتوا!

تصرخ في: لأ.. عشقوا.

]]>
http://www.za2ed18.com/%d9%86%d9%80%d8%a7%d9%87%d9%80%d8%af-%d8%b5%d9%80%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d8%aa%d8%af%d8%ad%d8%b1%d8%ac-%d9%88%d8%a7%d8%ac%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d8%a7-%d8%b1%d9%85%d8%a7%d9%86/feed/ 0
مينا ذكري يكتب: عن الفقر اللي – قال إيه – مش عيب! http://www.za2ed18.com/%d9%85%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%82%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%8a-%d9%82%d8%a7%d9%84-%d8%a5%d9%8a%d9%87-%d9%85%d8%b4/ http://www.za2ed18.com/%d9%85%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%82%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%8a-%d9%82%d8%a7%d9%84-%d8%a5%d9%8a%d9%87-%d9%85%d8%b4/#comments Sat, 21 Mar 2015 16:41:44 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=1446 mina_zekri17

الحديث عن تشوهات طفولتنا حديث موجع للقلب ويفضل المرء تجنب الخوض فيه، فكثير من الصراعات الفكرية والنفسية التي لاأزال أعاني منها وأحاول – بكل الطرق- تجاوزها، هي نتاج مباشر وغير مباشر لتشويه وتخريب حدث في طفولتي.

سأتكلم عن أحد تشوهات طفولتي الشخصية.. سأتكلم عن الفقر الذي كنّا نقول مع غيرنا إنه ليس عيبا، لكننا تربينا على إنكاره وعلى مداراته بشتى السبل، في إقرار ضمني صامت بأنه بالفعل عيب وفضيحة ونقيصة، تنتقص من قيمة الفرد والأسرة وقيمتنا كأسرة “قدام العائلة”.

ويبدو أن هذه سمة من سمات الشريحة العليا المتعلمة من الطبقة الوسطى التي تسعى للتشبث بأيديها وأسنانها بموقعها القريب من الطبقة الأكثر غنىً لئلا تسقط لأسفل في تصنيف “الفقراء الغلابة” المستحقين للمساعدة من الغير.

أبي كان مهندسا زراعيا وأمي كانت أخصائية اجتماعية، ولدي من الإخوة والأخوات أربعة.. واتعلمنا في مدارس حكومية في مدينة الفيوم حتى التحقنا بالجامعات في القاهرة.

لأننا لم نتعلم – بصدق – أن الفقر مش عيب “وإن كان سيئا وابن ستين كلب طبعا”، ترسخت فينا مشاعر الدونية والنقص بسبب فقرنا، فمهما حاولنا “نلبس كويس”، برضه مازلنا أقل من المستوى الذي تربينا على أنه “المستوى الكويس”. ومهما اجتهدنا في التعليم والمذاكرة، فبرضه تعليمنا “الحكومي” بيخلينا أقل – وبكثير – من المستوى الكويس “وقتها كانت مدارس اللغات في القاهرة هي المستوى الكويس”.

كوننا نعيش في “الأقاليم”، كان يشعرنا بالدونية والنقص في مواجهة أقاربنا الذين يعيشون في القاهرة في مستوى اجتماعي واقتصادي أعلى منا، وكنا نتحايل نحن على الواقع، لنحاول أن نعيش في مستوى قريب منه.

 

أبي كان أصلا قاهريا من شبرا وعائلته في القاهرة، لذلك كانت لهجة كلامنا مثل لهجة القاهريين، وليست كلهجة أهل الفيوم وأسلوب كلامهم الذي يسخر منه القاهريون.

الأزمة في كل ذلك أننا تربينا على الخجل من أصولنا ومن مستوانا الاجتماعي والاقتصادي.. لم نتربَّ على احترام الكفاح في الحياة رغم أننا كنّا مكافحين!

لاحقا في سن المراهقة، كان طبيعيا أن أشعر بالحنق على أهلي الذين “قَصَّروا في حقنا ولم يفعلوا أفضل مما فعلوا”، لكي نحيا في مستوى اجتماعي واقتصادي وتعليمي أفضل.

كم كان هذا الصراع صعبا على نفسي وقتها، ولاحقا فهمت كم كان هذا جارحا ومؤلما لأبي وأمي اللذين فعلا أكثر مما في استطاعتهما حتى يربونا كما ربونا!

كم كان موجعا لقلبي أن أعرف من أمي أن أبي مات، وهو يشعر بالتقصير في حقي وأنه لم يفعل من أجلي أفضل ما يمكن فعله!

ألا لعنة الله على صيغة أفعل التفضيل هذه! كم كان مؤلما لقلبي أني لم أجد أبدا الفرصة لأقول لأبي إني ممتن لما فعله من أجلي وإني أحترمه وأحبه كما هو وإني تعلمت الكثير من الحاجات الكويسة في الحياة منه.. لكن أبي مات دون أن يسمع مني هذا أبدا!

التقصير الوحيد الذي ارتكبه أبي وأمي في حقي، هو أنهما لم يعلمونا أن الفقر مش ذنبهم ولا ذنبنا! الخطأ الذي كان بإمكانهما تجنبه، هو توجيه طاقة غضبنا وحنقنا ضد المنظومة المشوهة في المجتمع والدولة والعائلة التي جعلتنا فقراء هكذا!

أرجوكم علموا أولادكم أن لا يخجلوا من أنفسهم ومن ظروف حياتهم، علموهم أن الحياة في مصر مقرفة بوجه عام وأن هذا ليس ذنبكم ولا ذنبهم.. علموهم أن يوجهوا طاقة غضبهم وحنقهم في المكان الصح.. ربوهم على أن الفقر نتيجة لغياب العدالة الاجتماعية ونتيجة فساد الإدارة، وليس فقط قلة الموارد.. ربوهم على احترام قيمة الكفاح والاجتهاد في الحياة.. ربوهم على الحرية وعلى حب الحياة، رغم كل قرف الأنظمة الحاكمة لكافة جوانب الحياة في مصر.

]]>
http://www.za2ed18.com/%d9%85%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%82%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%8a-%d9%82%d8%a7%d9%84-%d8%a5%d9%8a%d9%87-%d9%85%d8%b4/feed/ 0
مروة مأمون تكتب: جيل ما اترباش http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%b1%d9%88%d8%a9-%d9%85%d8%a3%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%ac%d9%8a%d9%84-%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d8%aa%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%b4/ http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%b1%d9%88%d8%a9-%d9%85%d8%a3%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%ac%d9%8a%d9%84-%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d8%aa%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%b4/#comments Sat, 21 Mar 2015 16:35:32 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=1442 مروة مأمون

يسعدني أن أزف إليكم هذا الخبر، جيل ولادنا زي الفل ومتربي جدا.. إحنا الجيل اللي ما اترباش.. جيل ما اترباش إن البشر سواسية، ونشأ على نعرات قومية وطائفية وعرقية لا حصر لها.

إحنا الجيل اللي ما اترباش على تذوق الجمال على اختلافه وتنوعه البديع.. اتربينا على إن السمار عيب يستدعي استيراد أطنان من مستحضرات تفتيح البشرة، ولغتنا العربية عيب يستدعي استيراد مفردات غربية وحشرها في أي حوار من باب الوجاهة الاجتماعية.

إحنا الجيل اللي اخترع أسماء زي: “أربعة ريشة وعضمة زرقا” للإشارة إلى المسيحيين، وكأنما كلمة مسيحي عيب.. إحنا الجيل اللي اتريأ على السمر والطوال والتخان والرفيعين والبنات الفلات.

إحنا الجيل اللي ما اترباش على “طاعة العقل”.. بس اتربى على “طاعة الزوج” و”طاعة الأبوين”.. “طاعة المعلم” و”طاعة أولي الأمر”، وولا مرة حد قال له إن الطاعة تكون في حقوق أولئك كلهم لديك لا أكثر.

من حق أهلك عليك برهم، فإن أمروك بشيء في حدود البر كانت لهم الطاعة، أما إن أمروك بترك زوجتك أو وظيفتك أو التخلي عن حلمك بغير سبب وجيه سوى شعورهم بالحق في التدخل في كل أمورك، فلا طاعة لهم، من حق الدولة عليك فرض الضرائب، فإن أمرتك بأداء الضريبة، عليك الطاعة.. إن أمرتك بقتل متظاهر لم يعد لها عليك طاعة.

احنا الجيل اللي ما اترباش على تشغيل المخ.. اسمع الكلام.. احفظ دروسك.. تعال اسمّع لك.. روح احفظ قرآن.

عُمر حد قال لك تعال نتدبر القرآن؟! احكيلي الرواية اللي خدتها في المدرسة؟ الاهتمام كله كان دايما بالحفظ والتلقين ودرجاتك آخر الشهر.

إحنا الجيل اللي ما اترباش على احترام نفسه.. احترم نفسك معناها عندنا، احترم اللي انت بتكلمه عشان ما تتهزأش وبكده تكون احترمت نفسك.

إحنا الجيل اللي ما اترباش على الحق في الأحلام والحق في الحب والحق في الوقوع في الخطأ.

إحنا الجيل اللي ما اترباش.

]]>
http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%b1%d9%88%d8%a9-%d9%85%d8%a3%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%ac%d9%8a%d9%84-%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d8%aa%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%b4/feed/ 0
مروة رخا تكتب: ك*م التربية! http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%b1%d9%88%d8%a9-%d8%b1%d8%ae%d8%a7-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%83%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9/ http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%b1%d9%88%d8%a9-%d8%b1%d8%ae%d8%a7-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%83%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9/#comments Sat, 21 Mar 2015 16:22:24 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=1439 مروة رخا 0

 

هبت علينا مثل زوبعة من الغيوم عندما فتحت الباب كالعاصفة المتشحة بالسواد ثم صفعته خلفها وكأنه رجل خائن قليل الأصل! ارتجفت في خوف وأنا أراقب يدها تمتد داخل حقيبتها! بدأت في البكاء الصامت وأنا أنظر إلى مسطرتها الخشبية البنية الطويلة! زأرت اللبؤة آمرة إيانا بالوقوف في أماكننا وفتح أيدينا!

كان أحمد سمير يجلس في الصف الأول في المقعد الأول، وكان أول من ارتطمت المسطرة الخشبية بكف يده اليمنى مرتين، ثم نزلت على كف يده اليسرى مرتين! صرخ! بكى! ثم انهار جالسا يئن في صمت كما اليتيم اللطيم! لم أنظر مرة أخرى نحو الصف الأول! وقفت في مكاني أتمنى الموت مثل كل مرة ومثل كل مرة جاء دوري ولم أمت!

لم أعتد أبدا صوت ارتطام الخشب بالكف الصغير! حملت خلايا جسدي ذكريات القهر والظلم والعنف ورسخت في ذاكرتي سنوات إهدار الكرامة في هذا الملجأ التعليمي الكبير!

لم أنس أبدا رد أبي في كل مرة شكوت فيها: “خليهم يربوكم”!

أتذكر أول إضراب لي! كنت في العام الثالث الابتدائي وكان عمري وقتها ثمان سنوات، وكانت أول سنة دراسية نأخذ فيها مواد اجتماعية وجدول الضرب ونحو وعلوم، بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية. كنت دائما أجلس في أبعد مكان عن المُدرسة، وأبعد مكان عن الباب، وأقرب مكان للشباك، وكنت دائما أحلم بحياة غير حياتي وأشخاص غير الأشخاص، ولم أتوقف عن أحلام اليقظة تلك، سوى في الجامعة. أضربت عن الكلام! اخترت الصمت! أستيقظ! أرتدي ملابسي! أذهب إلى مدرستي! أعود إلى منزلي! أكتب واجباتي! أنام! أجلس في صمت! آكل في صمت! أبكي في صمت! أنا حقا غبية! أنا لا أعرف الفرق بين اليمين واليسار والشرق والغرب! أنا حقا غبية! لا أستطيع أن أقرأ! أرى الحروف، ولكن لا أعرف كيف أغزلها في كلمات مفهومة! أنا حقا غبية! أرى جدول الضرب، ولكنه لا يمثل أي شيء بالنسبة لي!

لقد أرهقني الحفظ والصم والشعور الدائم بالغباء! “شكلك بقى غبي!” هكذا كانت تقول أمي!

“إيه يا اختي المحروس اللي انت شايلاه قدامك ده؟”.. هكذا سخرت داليا من كرشي في الصف الخامس الإبتدائي!

“تنّفخ وصل”.. هكذا صاح شادي عندما رآني على السلم المؤدي إلى الفصل في الصف السادس الإبتدائي!

“بقرة راكبة عجلة”.. هكذا سخر مني محمد زميل الدراسة عندما تقابلنا صدفة في النادي في الصف السادس الإبتدائي!

“هسقطكم! هسقطكم كلكم! وهتجولي في الملحق وهسقطكم كلكم تاني! مش هتنجحوا أبدا!”.. هكذا توعدت ميسيز سامية في سنوات الإعدادي!

في درج المكتب كان أبي يحتفظ بمسطرة خشبية بنية طويلة، وفي حجرتي جلست طويلا أفكر في الهروب أو الموت أو كليهما! في عيد ميلادي وفي كل أعياد الميلاد، كان الجميع يغني بكل فخر وبكل حب: “أجمل من في الحفلة مين؟ دبدوبة التخينة!” إلى آخر الأغنية السمجة!

لقد وعدت ابني وهو جنين يختبئ في رحمي، بالحب غير المشروط والاحترام والحماية.. أجدد وعدي كل يوم.. أنجح أياما وأتعثر أحيانا، ولكنني متأكدة أن الثورة مستمرة وك*م التربية!

]]>
http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%b1%d9%88%d8%a9-%d8%b1%d8%ae%d8%a7-%d8%aa%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%83%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9/feed/ 0
محمود مصطفي كمال يكتب: كنا نظن أننا لن نموت أبداً http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%ad%d9%85%d9%88%d8%af-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%81%d9%8a-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%83%d9%86%d8%a7-%d9%86%d8%b8%d9%86-%d8%a3%d9%86%d9%86%d8%a7-%d9%84%d9%86-%d9%86/ http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%ad%d9%85%d9%88%d8%af-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%81%d9%8a-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%83%d9%86%d8%a7-%d9%86%d8%b8%d9%86-%d8%a3%d9%86%d9%86%d8%a7-%d9%84%d9%86-%d9%86/#comments Sat, 21 Mar 2015 16:10:30 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=1435 mahmoud_mostafa_kamal14

أنت مثلي.. تقضي ٣٦٥ يوماً من أجل أن تضيف رقماً جديداً إلى خانة الآحاد بعداد الزمن.. ٢٠١١.. ٢٠١٢.. ٢٠١٣.. ٢٠١٥.. قد تنتظر أن تضيف هذا الرقم من أجل أن تتخرج.. من أجل علاوة في العمل.. من أجل أن تخرج من السجن.. لا يهمني ما سببك، ولكن إضافة هذا الرقم ضروري لكل منا، رغم أنه حتمي.. نتوق إلى مرور العام الحالي للعبور إلى عام جديد، وكأننا نستطيع أن نوقف هذا العام عن أن ينقضي.. ما هذا العبث.

فكر قبل أن ترغب في أن يرحل عنك عاماً.. هل تعرف ما هو عدد أعوامك؟ ٥٠؟ ٦٠؟ ٢٧؟! كم أمضيت منها طفلاً لا يعي شيئا؟ كم ستقضي منها كهلاً لا يقدر علي شئ؟ هل تعرف أن العدد الحقيقي لسنوات حياتك قصير بشكل مرعب؟

كلما تماديت في إضافة الأعداد الأحادية لعدادك .. ستتعرف علي حقيقة بديهية، ولكنها غائبة عن الكثيرين: كل وقت فات لن يعود أبداً.. أبداً.. لن تحتفل بعيد ميلادك الثامن عشر مرة ثانية، في عيدك ميلادك الثلاثين ستودع العشرينيات من عمرك إلى الأبد، لقد صرت رجلاً ثلاثينياً.. وما إن تعبر الستين من عمرك، فأنت تسير على الطريق السريع للشيخوخة بدون علامات توقف.. لا يوجد مخرج للدوران للخلف.

بمرور الزمن تبدأ بشكل لا إرادي في التفكير في الموت.. تود أن تبعد هذه الفكرة عن رأسك، ولكنها تظل هناك.. حينما كنا صغاراً، كنا نظن أننا لن نموت أبداً.. وأن الحياة مستمرة بالصحة والعافية للأبد للجميع، لكن مع كل عدد يضاف لعداد الزمن، فأنت تأخذ خطوة للأمام لتقف وجهاً لوجه مع حقيقة أنك ستموت.. وأنك عامُ أقرب لذلك.. ليس بسبب حادث.. ليس بسبب مرض مفاجئ.. ليس بسبب حرب.. ولن يقتلك أحد.. ستموت لأن الناس تموت.. هذه هي الحقيقة الواحدة المؤكدة للجميع.

جِد لي أي طفل، ولن نعرف أي شئ عن مستقبله سوى شئ واحد.. أنه في يوم من الأيام سيموت.

تبدأ في النظر لكل شئ بطريقة مختلفة.. حتى جسدك.. سترى أن تلك التجاعيد الجديدة لن تختفي، وأن تلك النضارة بوجهك عقب مباراة كرة قدم في سن الخامسة عشر قد اختفت، وأن هذا الشعر الذي سقط لن ينمو مجددا.

في الواقع إن جسدك ينهار مع الوقت، وما تقدر أن تفعله اليوم لن تقدر على فعله غداً.

ستغير طريقة نظرك لكل شئ، مطاردتك للكثير من الأشياء التي شكلت كل محاور إهتمامك ستهدأ، ستبدأ في تقبل الحياة بخوف أقل.. فما الداعي للخوف؟! سنصل جميعاً إلى نهاية الطريق في يوم ما، فعلي الأقل سنجعل هذه الرحلة ممتعة .. إذا إستطعنا.

المشكلة الوحيدة أن هناك بعض الأشياء التي تضطرك للانتظار بدون ميعاد محدد لكي تجده .. فأنت لا تعرف متي ستقابلها وتضطر أن تنتظر عاماً بعد عام.. هل ستأتي.. أم ستسبقها أنت.. وسيكون كل شئ قد تأخر؟ لا أحد يعلم.

 

]]>
http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%ad%d9%85%d9%88%d8%af-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%81%d9%8a-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%83%d9%86%d8%a7-%d9%86%d8%b8%d9%86-%d8%a3%d9%86%d9%86%d8%a7-%d9%84%d9%86-%d9%86/feed/ 0
محمد ربيع يكتب: الذاكرة المشوَّهة http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%a7%d9%83%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%88%d9%91%d9%8e%d9%87%d8%a9/ http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%a7%d9%83%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%88%d9%91%d9%8e%d9%87%d8%a9/#comments Sat, 21 Mar 2015 16:00:33 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=1428 محمد ربيع

هل كان ذلك في منتصف الثمانينيات؟ في آخرها؟ لا أذكر.. الأكيد أن البداية كانت في مدينة الرياض.

كان ذلك عصر الفيديو، شريط ضخم أسود تضعه في جهاز أضخم ثم تستمع إلى أصوات البكرات البلاستيك وهي تدور ليبدأ الشريط في اللف، وتظهر الصورة على التلفزيون.

لم تكن هناك سوى قناتين تلفزيونيتين، القناة الأولى وتبث برامجها باللغة العربية، والقناة الثانية وتبثها بالإنجليزية، هناك برامج للأطفال وأخبار وأفلام أجنبية، لكن لا أفلام عربية على الإطلاق.

طيب، ها أنا ذا، طفل في العاشرة، ولا شيء يشغلني، فلم أتعرف على هوس القراءة بعد، ولا أصدقاء ولا شارع يصلح للمشي والتصعلك، كلها تابوهات منعني منها سني الصغير. ولم يكن هناك سوى الفيديو.

بشكل عام، كنَّا -أنا وأبي- نزور نادي الفيديو كل أسبوع، نؤجر شريطًا أو اثنين، نشاهدهما -مع أمي وأختي- خلال الأسبوع، وهكذا لم تكن لدينا متعة سوى الفرجة على الأفلام الجديدة نسبيًا (أفلام الثمانينات كانت رديئة حقًا).

ثم كان الحدث الهائل.

كل ما أعرفه، أن أبي قام بتسجيل فيلم عربي قديم، تم بثه عبر القناة الأولى، في حادث قد لن يتكرر -وربما لم يتكرر- أبدًا. أعرف أن أبي لم يعرف بميعاد عرض الفيلم على التلفزيون السعودي، الذي لم نعتد أن يعرض أفلاما عربية قط، ولاحظت بعد ذلك أن شريط الفيديو لا يعرض تيترات الفيلم منذ البداية، وإنما تظهر أسماء الفنيين فجأة، دون أن تظهر أسماء النجوم اللامعة المشتركة في الفيلم، لاستنتج أن أبي قد ضيَّع وقتا قصيرا جدا، حتى وجد شريطا يصلح لأن يسجل عليه فيلم “سي عمر” لنجيب الريحاني.

بالتأكيد كانت جودة الشرائط عالية للغاية في ذلك الوقت، فقد استمر الشريط صالحا للعمل لسنوات طويلة، لا أذكر متى اختفى، أو متى لاحظنا أنه اختفى. ربما لم نفقده قط، وربما هو لا يزال هناك في مدينة الرياض، في صندوق قديم أو وسط أثاث يعلوه التراب.

شاهدت فيلم سي عمر عشرات المرات، لا، بل ربما مئات المرات، كان رفيقي حينما كان التلفزيون السعودي مملا، كان صديقي حينما لم أجد شرائط أخرى جيدة. وكان لا يزال ممتعا حتى بعد ظهور القنوات الفضائية. ولم أجد هوسي بمشاهدة الفيلم مرارا وتكرارا شيئا غريبا، بل وكنت أظن أن كل من أعرفهم يفعلون الشيء نفسه.

مع الوقت، تسرَّب الملل إلى الجميع، صار الفيلم يشتغل دون أن نلتفت إليه، مثل الراديو الذي نشغله في الصباح مستمتعين بضوضائه المتذبذبة، ولا نقفله إلا في آخر النهار. لكني حافظت على حماستي غير المنقطعة لفيلم “سي عمر” حتى اللحظات الأخيرة، حتى بعدما انصرف الجميع عنه كنت مشاهدا مخلصا.

لكن الحماسة تموت في النهاية، وبدأ ذلك عندما لاحظت أن أحداث الفيلم غير منطقية، بعضها غير مفهوم. كنت بحاجة إلى كشف هائل حتى أفهم السبب. وكان لابد أن أنتظر سنوات أخرى، وأن أكون في بيتنا القاهري، في إجازة الصيف، حتى ينكشف سر فيلم “سي عمر” غير المفهوم.

ربما كنت في العشرين حينها؟ كل ما أعرفه أن زمنا طويلا جدا قد مرَّ عليَّ وأنا أشاهد سي عمر على شريط الفيديو الذي سجَّله أبي في الرياض. ولمَّا عرض التلفزيون المصري الفيلم نفسه، قرَّرت أن أتفرَّج عليه، على سبيل استعادة ذكرى الفيديو والشريط وبيتنا في الرياض. لا شيء أكثر.

بالطبع كانت جودة الفيلم أعلى، كانت الصورة أنقى والصوت أكثر وضوحا. وللحظة مرَّ على عينيَّ مشهد لم أميِّزه، لم أرَه من قبل. تجاهلت الأمر، إلى أن مرَّ مشهد آخر لا أعرفه. أنا الذي ظللت لعشر سنوات أشاهد الفيلم أسبوعيا لا أستطيع تمييز عدَّة مشاهد؟ هل هذا معقول؟ ومع المشهد الثالث أدركت الحكاية كلها.

كان مقص الرقيب قد قطع مشاهد عديدة من النسخة التي سجَّلها أبي في الرياض.

تخدَّرت أطرافي، وأنا أدرك رويدا رويدا أن النسخة المحفورة في ذاكرتي مشوَّهة، ناقصة، لا يعوَّل عليها. ولا يمكن أن يكون الفيلم مفهوما دون هذه المشاهد المحذوفة. كل قبلة وإن كانت أخوية حُذفت، كل عناق بين حبيبين تم إلغاؤه، كل مشروب كحولي تم إزالته، كل ورقة كوتشينة تم قطعها بحزم. وهكذا لم أشاهد مشهد المعركة في البار، واحتضان الفاتنات لنجيب الريحاني (عن حب أو عن رغبة في الإيقاع به)، والحوار الممتع بين عبد الفتاح القصري ونجيب الريحاني على مائدة الطعام والخمر بينهما، ومشهد لعب القمار بين سابقي الذكر وعبد العزيز أحمد (كوارع).

هذه المرَّة، تابعت الفيلم حتى النهاية، مستمتعا بكل تفصيلة، مرددا مع الأبطال كل جملة حوار كنت قد حفظتها عن ظهر قلب خلال السنوات الماضية، مجمعا كل الأجزاء المحذوفة في ذاكرتي. وأدركت أني كنت أشاهد فيلما آخر جديدا.

بعد النهاية، قمت ونزلت إلى الشارع.. مشيت وأنا أفكر في مدى فاعلية نظام الرقابة في السعودية. وأخذت أتساءل، لماذا لم ألعب القمار حتى اليوم؟

]]>
http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%a7%d9%83%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%88%d9%91%d9%8e%d9%87%d8%a9/feed/ 0
محمد عبد الفتاح يكتب: أربع حكايات عن طفولتي السعيدة! http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%aa%d8%a7%d8%ad-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a3%d8%b1%d8%a8%d8%b9-%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d9%86-%d8%b7%d9%81%d9%88/ http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%aa%d8%a7%d8%ad-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a3%d8%b1%d8%a8%d8%b9-%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d9%86-%d8%b7%d9%81%d9%88/#comments Sat, 21 Mar 2015 15:57:51 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=1429 mohamed_abd_elfatah13

(1)

الهروب من المدرسة

كل اللي فاكره.. إني كنت بحب بيتنا أوي، وكنت بحب العيال اللي في الشارع وهما كمان كانوا بيحبوني.. وكنت بحب أوي ألعب في الشارع،
وكان العيال الأشقيا دايما بيلعبو، وهم حافيين من غير شباشب في رجلهم، ووشهم دايما ملحوس.
وأنا كان نفسي ابقي شقي زيهم، وكنت نفسي ابقى شبههم أوي، عشان محدش يتعامل معايا إني فرفور أو متدلع.
يعني كتير، كنت اخرج من البيت، لابس الشبشب في رجلي عادي، وأول ما اخرج البسه في إيدي زي الغويشة، واقعد احاول المس التراب وألحوس وشي بالتراب عشان ابقى شبههم.
بس بردو ماكانش بيليق عليا أوي، لإني كنت أبيض أوي وملظلظ وأمي كانت دايما بتنقعني في الطشت النحاس، وتقعد تدعك في جسمي بالليفة والحجر وتبوظلي كل الخطط والمجهود اللي كنت بعمله علشان اعمل تحول جذري في شخصيتي، وابقى شبه العيال اللي بحبهم وبيحبوني.
وكنت كتير بتكسف لما حد ييجي يندهني ويقوللي: كلم ماما يا حمادة:
أصل أنا في المنطقه عندنا اسمي حمادة، لحد دلوقتي.. آه وربنا المعبود بجد.
وكان سهل أوي إن أي شوية عيال يستفردوا بيا ويضربوني ويطلعو يجروا، لولا أصحابي اللي في الشارع اللي بيمشوا حافيين، وليهم وضعهم في وسط المنطقه بين العيال.
ودخلت المدرسة، وأمي عملت لي المريلة العجيبة أم كرانيش، اللي زودت أزمتي، وخلتني ابقى ماشي في الشارع زي الكرومبة المتزوقة بكرانيش، وسهل جدا إنها تتحول لتنورة، ولو ضغطنا على نفسنا ولفينا حوالين نفسنا، ممكن نطير لفوق.. لفوق أوي.

واتعودت آخد قميص أو بلوفر، واحطهم في الشنطة العجيبة بتاعة المدرسة، وأول ما اخرج المدخل، اقلع المريلة، والبس البديل، وكذلك وأنا راجع، وقبل ما ادخل الشارع، ابدل تاني، وابقى لابس مريلتي المكرنشة اللي شبه التنورة.
وفي الفترة دي، ابتديت اكت من المدرسة بشكل مش منتظم، واروح سيما أوبرا النهضة أم 35 قرش، أو اروح اركب مراجيح وألف في الشوارع اللي حوالين مدرستي اللي كانت عبارة عن قصر قديم من ضمن قصور وسرايات كتير كانو مالين المنطقه اللي حوالين مدرستى، وكنا كتير بنطلع على سور أي فيللا أو سرايا من القدام، وناخد من على الشجر مانجه أو جوافة أو بامبوزيا أو توت.
بس اللي بيتمسك – تقريبا – كان بياخد علقة يفضل فاكرها طول عمره. ولما كنت في سنة تالتة إبتدائي، انتظمت في إني اكت من المدرسة، وبقيت من مريدين السينما، لدرجة إني كنت بدخل اتفرج على البروجرام كامل، اللي عادة كان مابيقلش عن 3 أفلام بنفس التذكره اللي كان تمنها 35 قرش، وكنت كتير بتفرج على نفس البروجرام كذا مرة.
أمي – الله يرحمها – حكت لي إنها أول ما جت القاهره، أبويا خدها وراح السيما، وكان في بداية الفيلم واحد بيبوس واحدة، وإنها اتكسفت وصممت ترّوح، لدرجة إن أبويا ضربها بالقلم وزعقلها وقالها إنهم لو خرجوا، هيتقبض عليهم، وهي صدقته، وقعدت تعيط لحد ما الفيلم خلص، وروحت وهي بتعيط من القلم اللي خدته، وقعدت أسبوع تأكله فول بس، عقابا ليه، علشان مايكررهاش، وهو كان بيضحك، وفضل يجيب تذاكر سينما ويقولها إن لو ماراحوش السينما، هيتقبض عليهم وإنها كانت عارفه إنه بيضحك عليها وبتروح برضه كأنها مصدقاه.

الله يرحم أبويا وأمي والمدرسة والسينما اللي اتهدت، واتبنى مكانها عمارة تحتها جزار كبير.

(2)

السادات بتاع حشيش ومبارك بتاع بانجو

كنت لسه عيل صغير، وبحب اروح السوق مع أمي واحب اروح مع أبويا أي حته بيروحها.. كنا بنروح عند ناس قرايبنا بيحبوا السادات أوي، وكانوا معلقين الصور بتاعته ف كل حته وفي وسط اوضة الجلوس حاطين صورة كبيرة أوي للسادات وصورة صغيرة جنبها لعبد الناصر.

كنت ساعتها لسه مادخلتش المدرسة، وكنت بستغرب من الشباب اللي عندهم في البيت وفي المنطقة اللي لابسين تيشيرتات بيضا وعليها صورة السادات!

وكان النور ساعتها بيقطع كتير وبشكل تلقائي، يركبوا رتينه للكلوب الغاز وينور نور شكله جميل أوي أوي.

كنت بشم عندهم ريحة بخور حلو أوي، وبروح مبسوط ومستمتع وجعان وباتاوب وعاوز أنام أوي.

وكتير كان أبويا بيسيبني ويروح مشوار بسرعة، هو وقريبنا ويرجغوا تاني، وبعد الرجوع – عادة- بشم الريحة الحلوة اللي بحبها.

وفي يوم، وأنا هناك، صممت اروح مع أبويا المشوار اللي بيروحه ويرجع بسرعة ووافق بالعافية.

وفعلا مشينا كام خطوة، ولقيتنا نفسنا جوة حارة كبيرة، وفيها ترابيزات كتيرة على الجنبين، وريحتها كلها نفس ريحة البخور اللي دايما بشمه.

أبويا وقريبه – تقريبا – لفوا على كل الترابيزات وسلموا على كل الناس اللي كانت قاعده قدام الترابيزات دي، وابتدو ينقوا حاجات ويشموها ويتكلمو كلام مش فاهمه، وفي الآخر وقفوا كتير عند ترابيزة، وخدو حاجة محطوطة في سيلوفان، بعد ما الراجل وزنها لهم بميزان زي اللي عند بتوع الدهب اللي باروح مع أمي وهي بتشتريه.

وفي يوم لقيت أبويا راجع من الشغل زعلان، وشوية وروحنا عند قرايبنا، ولقيت الستات هناك كلهم لابسين أسود وبيعيطوا والراجاله زعلانين أوي وبيترحموا على السادات وبيدعو على اللي موته.

وفجأة ريحة البخور زادت، وناس كتير جم، وكل ما العدد يزيد ريحة البخور تزيد، وكل اللي بييجي بيبقى حزين وصوت القرآن خارج من كل البيوت.

الناس كانت بتعزي بعض على موت السادات وهم بيعيطوا، وبعد كده بقيت لما اروح هناك، مابشمش بخور كتير زي الأول.

وفي يوم، بعد ما مبارك ما بقى رئيس وماعلقوش صورته، شميت بخور ريحته وقحة وحقيرة.

ساعتها كنت كبرت شويه وبقيت في المدرسة، وعرفت من أبويا اللي بطل يروح مشواره السريع وبطلت اشم ريحة بخوره، إن السادات – الله يرحمه- كان سبب الريحة الحلوة اللي في الشوارع، لكن مبارك خللا ريحة الشوارع بانجو.

مافهمتش حاجة من أبويا، لكن عرفت إن البخور الأولاني كان اسمه حشيش، والبخور التاني اسمه بانجو، وبذكائي الخارق اقتنعت إن السادات بتاع حشيش ومبارك بتاع بانجو.

ربنا يرحمك يا سادات ويحرق البانجو.

(3)

رياضة الشعبطة في عربيات الزبالة

كنت بحب اتشعبط في عربية الزبالة، وكانت أهم رياضه بمارسها أنا والعيال اللي في الشارع، هي رياضة الشعبطه على العربيات.

وطبعا كان فيه طقوس معينة بنحب نعملها الأول كنوع من أنواع التسخين.

أول حاجة، هي إننا نقلع الشباشب ونخبيها تحت بير السلم، أو لو خوفنا إن اهلنا يكتشفو الجريمه، كنا نكتفي إننا نقلع الشباشب ونلبسها في إيدينا ونبقى حافيين عشان ننطلق.

وطبعا ماكانش عندنا شوارع متسفلته في منطقتنا، والشوارع كانت نضيفة، لإن الرجالة كانوا كل يوم يكنسوا قدام بيوتهم ويرشوا مايه ويسقوا الشجر اللي كان منتشر أوي عندنا، وبالتالي كانت الشوارع مافيهاش زلط يزعلنا لو مشينا عليه، وفي نفس الوقت كانت العربيات القليلة اللي بتعدي عندنا، كانوا بيضطروا يمشوا بالراحه عشان مفيش أسفلت يخليهم يجروا، وكنا بنحب نتشعبط في العربيات النص نقل لسهولة الشعبطة عليها لقربها من الأرض.

وكانت أحلى فرصة للشعبطة، هي الشعبطة على عربيات الزبالة اللي بطبعها ماكانتش ريحتها وحشة، وفي نفس الوقت.. الزبالة ريحتها ماكانتش وحشه زي دلوقت، علشان بواقي الأكل كان الناس بيحطوها للطيور والحيوانات اللي بيربوها، وكانت الزبالة عادة بتتلخص في شوية ورق وخشب قديم.

المهم إني كنت بحب صوت التزييق بتاع العربية أوي، وبحب هدوئها في المشي، كإني راكب مرجيحة بيتي، وبحس إني راكب بساط الريح وطاير لفوق.

إحساس الشعبطة بالنسبة لي أنا والعيال، كان مهم أوي، وكان عامل زي الحالة الصوفية اللي بتحسها بعد ما تحضر حضرة ومولعين فيها بخور والنور أخضر وخفيف.

وكنت لما بانزل من الشعبطة على العربية بعد السواق ما كان بيعمل نفسه بيزعقلنا من غير ما يضربنا، واهرب وابتدي اقلع الشبشب من إيديا وانزل التشميرة بتاعة البنطلون.. كنت بفرح وبحس بالانتصار زي ما نبيل الحلفاوي نجح إنه يخرم اللغم من غير ما يفرقع في فيلم “الطريق إلى إيلات” ولم يكن ينقصني لتكتمل تلك الفرحه إلا بحضور مادلين طبر ونزول تيتر النهاية، وإحنا بنحضن بعض من روعة الفرحة والانتصار

(4)

قعدة القهوة

أول مره قعدت على القهوة، كان عندى أربع سنين!
روحت القهوة، أنا وواحد جارى قدى في السن، والقهوجي شالنا، وقعدنا على الدكة.. وإديتله شلن، وقولت له: هات لنا كوباية شاي ومعلقتين، عشان الشاي بيبقى سخن.
والقهوجي ضحك وقاللي: ماشي يا حج
كنت مستغرب، هو بيضحك ليه.. لحد مابصيت على باب القهوة، لقيت أبويا وأبو سيد صاحبى، ووراهم الشارع بتاعنا كله من رجالة لستات لأطفال.
أصل منطقتنا كان فيها قهوة واحدة، ماكانش بيقعد عليها غير الصيع.
أبو سيد مسكه وبقى يديله النص يطييره لفوق، ويقع على الأرض.
أبويا قعد يحوش عن سيد وأنا طلعت أجري.. استخبيت تحت الكنبة من الخوف.
بعد ساعتين لقيت أمى بتصحيني، وخرجت من تحت الكنبة، لقيت الطبلية محطوطة، وأبويا قاعد، وراح شاخط فيا، وقاللي: كل يابن الكلب.
قعدت اعيط واترميت في حضن أمي.

أمي باستني، وقعدت تضحك هي وأبويا.
ومن ساعتها وأنا بقيت اعشق القهاوي.
ولما كبرت، بقيت باقضي على القهاوي معظم الوقت.
باشتغل على القهوة وباكل على القهوة وبقابل الناس اللي بحبهم على القهوة وبحب ع القهوة.
ودلوقت، وأنا قاعد على القهوة، افتكرت أبويا وأمى والقهوة وسيد وتحت الكنبة والطبلية.. الله يرحمهم.

 

 

]]>
http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%aa%d8%a7%d8%ad-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a3%d8%b1%d8%a8%d8%b9-%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d9%86-%d8%b7%d9%81%d9%88/feed/ 0
محمد أبو شنب يكتب: أنا لا أحفظ سورة “البينة”. http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%86%d8%a8-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a3%d9%86%d8%a7-%d9%84%d8%a7-%d8%a3%d8%ad%d9%81%d8%b8-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%8a/ http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%86%d8%a8-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a3%d9%86%d8%a7-%d9%84%d8%a7-%d8%a3%d8%ad%d9%81%d8%b8-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%8a/#comments Sat, 21 Mar 2015 15:36:53 +0000 http://www.za2ed18.com/?p=1424 محمد أبو شنب

يظل الهاجس الأكبر لدى الأبوين، هو جعل أطفالهم ينصاعون لأوامرهم ونواهيم بكل حزم. هناك أساليب عدة للسيطرة على مشاعر الأطفال، ولكن أكثرها بشاعة – في رأيي – هو زراعة الخوف في نفوسنا كأطفال, ذاك الخوف الذي يظل لصيقا لأرواحنا ويكبر معنا.
كانت الحكايات عن العفاريت وما يعرف بلهجتنا في الصعيد بـ “الصن” أو “الصل”.. وقد يتطور ليصبح “ماردا” في أقصى حالات الجبروت والرعب.

هناك في القرى البعيدة، كانت كل الدور مفتوحة الأبواب.. كنا نخرج نحن الصغار في مجموعات سنية متقاربة، نلعب على أرض الأزقة والدروب الرطبة حتى ساعة القيلولة. ولإجبارنا على العودة للبيوت ساعة القيظ  تم اختراع “صن القيلة” أو عفريت ساعة القيلولة.. ذاك الكائن الخرافي الناهض من دم القتلى يطلب الثأر.

لم تكن العفاريت وحدها هي مصدر الإلهام الأكبر للرعب.. كانت هناك الكلاب أيضا.
لازلت اخاف الكلاب, لا أذكر أني تجرأت مرة على الاقتراب من كلب مهما كان شكله. حتى الآن تأتي كلاب “عيون”  المسعورة تجري خلفي، وأنا نائم واصحو مستغيثا صارخا.

“عيون” هي سيدة من قريتنا كانت تسكن أطراف القرية البعيدة وسط الزراعة. كانت  لها مجموعة من الكلاب التي تقوم بحراستها. يتم تحذيرنا كل مرة من كلاب “عيون”  المسعورة عند المرور بالقرب منها. لدرجة أننا كنا نسلك طرقا أطول للابتعاد. حتى كانت المرة التي طاوعتني نفسي واجتزت الطريق التي تحرسه الكلاب. في منتصف  الطريق تذكرت كل التحذيرات وأصابني رعب حقيقي, بدأت الكلاب حينها تنبح وبدأت في الجري سريعا .. حتى ادركتني.

كنت ابكي بشدة من الرعب.. كانو ثلاثة كلاب.. عندما عجزت حيلتي وجدتني أبادلهم النباح.. الكلاب  تنبح وأنا أصدر أصواتا مشابهة من شدة الرعب.. توقفت.. فتوقفوا.. نظرو إلي واستداروا للخلف.
لم يكونوا بهذا القدر من الشر التي نقلته لنا حكايات الأهل.

هناك حكاية أخرى عن ذلك الغريب الذي يطوف القرية على حصانه أو حماره الضخم ليخطف الأطفال ويذبحهم فداءا لنذور الكنوز الفرعونية المدفونة والتي لا تنفك طلاسمها إلا بدم طفل.
أتذكر جيدا ذلك اليوم الذي كنت عائدا من الحرجة  ظهرا ورأيت ذلك الرجل ضخم الجثة يركب حماره الضخم, تيقنت حينها أنه هو. ركضت بكل ما املك من قوة لطفل بعيدا بعيدا. فيما بعد رأيت الرجل مرات عدة حيث كان يسكن اطراف القرية. في كل مرة كنت اراه بعدها لم اكن اقوى على النظر إلى وجهه بالرغم من تأكيدهم أنه رجل طيب.

كان لكل منطقة في القرية عفريتها الأثير وكلبها المسعور. وكان لكل طفل أسطورته المرعبة الخاصة به.

رعاية منهج زراعة الرعب في نفسي كطفل أتت ثمارها وأثرت لاحقا على حياتي.. قبول الآخر الغريب مشكلة في كل المجتمعات المغلقة, المجتمع المغلق هم البشر, وكل دخيل فهو شرير بالطبع, لازلت اتردد كثيرا عند معرفة شخص جديد واكون حذرا ولا استطيع تكوين الصداقات بنفس السرعة والديناميكية التي يتمتع بها أبناء المدن الواسعة. كمية الخوف التي تم زراعتها في أرض طفولتنا الخصبة كانت متنوعة.. المدرسة بالنسبة لنا قبل دخولها كانت رمزا للتعذيب. أكثر الحواديت التي تخرج لنا خارج أسوارها العالية هو عن العقاب الذي يناله من سبقونا إليها.. مع دخولنا للمدرسة وانتظامنا في صفوف الدراسة، كان شكل المدرسين بالنسبة لي شخصيا مرعبا.

اتذكر “عبده” زميلنا في الفصل الذي كان يتحرك كل صباح موهما أهله أنه في طريقه للمدرسة ويكمل نومه في فرن الخبيز حتى لا يكتشف أحد مكانه ويضيع اليوم الدراسي تلو الآخر، حتى اكتشفت أمه الأمر وكانت تأتي به إلى الفصل ومريلته كلها ملطخة بصناج فرن الخبيز الاسود.

أول حادثة مرعبة لي في المدرسة كانت مع حفظ سورة “البينة”، طلب منا مدرس الدين أن نحفظ سورة “البينه” عن ظهر قلب، ومن لم يحفظها  فسيناله العقاب. حاولت مرارا وتكرارا دون فائدة، وفي الصباح رفضت أن اذهب إلى المدرسة. حتى اصطحبني والدي إلى المدرسة وقابل مدرس الدين وطلب منه ألا يعاقبني على وعد أن احفظ السورة.
ارتبط عندي حفظ السورة بالعقاب. ربما لو وعد المدرس من يحفظها بجائزة أو هدية، لكان الأمر سهلا. لكن الربط بين العقاب والحفظ جعلني لا احفظ هذه السورة حتى الآن.
نعم.. أنا لا أحفظ سورة البينة.

]]>
http://www.za2ed18.com/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%86%d8%a8-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a3%d9%86%d8%a7-%d9%84%d8%a7-%d8%a3%d8%ad%d9%81%d8%b8-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%8a/feed/ 0