اليوم : الجمعة 23 اكتوبر 2015

كانت مصر تعج بالفرق والمطربين الأجانب والغربيين منذ الثلاثينيات وحتى بدايات الستينيات, كانت المسارح الاستعراضيه أو التياتروهات -كما كانوا يطلقون عليها وقتها- والفنادق والملاهي الليليه لا يخلو برنامجها اليومي من فرقه أو مطرب مصري أو أجنبي يغني بالفرنسية أو الإيطالية أو الإنجليزية.

فظهر وقتها بوب عزام أو وديع جورج عزام لبناني الأصل صاحب “يا حبيبي روك” وfais moi du couscous Cherie   ورائعة “يا مصطفى”، الذي استقر به المقام لاحقا في سويسرا بعد أن ظلت “يا مصطفى” في المركز الأول في قائمة الأغاني الأكثر طلبا في الإذاعة البريطانية لمدة 14 أسبوعا، وكريم شكري أو جان زلعوم يهودي الأصل صاحب “مشمش بيه”  والدويتو الشهير الذي غناه مع طروب come to Alexandria   أو “يا أسكندرية يا حتة سكرة” وtake me back to cairo   التي غناها لاحقا سمير الأسكندراني وينسبها الكثرون له عن طريق الخطأ،  والذي هاجر في منتصف الستينيات إلى كندا.

غير أنه بعد 1956 وتصاعد النزعة القومية ضد الجاليات الأجنبية واليهود في مصر وهجرة الكثيرين منهم خارج البلاد، قل الطلب على المطربين والفرق الغربية بشكل كبير.

وفي عام 1968 بعد العزلة االتي فرضت على البلاد بعد النكسة كانت الحاجة ماسة إلى وجود باند غربي يسد الفراغ الذي حدث, فكانت les petits chats  أو القطط الصغيرة.

أسسها وجدي فرانسيس المطرب الغربي الشاب وقتها مع عمر خورشيد على الجيتار وعمر خيرت على الدرامز والطبيب الشاب الذي يهوى الموسيقى عزت أبو عوف على الأورج

ولاحقا انضم لهم هاني شنودة على الهاموند وصادق قليني  كمغني والتينور الشاب صبحي بدير كمغني وجورج لوكاس على الساكس.

اشتهروا بغنائهم لأغاني جاك بريل وجون فرانسوا ميشيل ومات مونرو، في الثمانينيات انضم لهم طلعت زين ليؤدي أغاني جيمس براون

(ليه بتي شاه يؤدون je pense a toi  لجون فرانسوا ميشيل)

https://goo.gl/BB8qrr

كان الصيف لا يعد صيفا في السبعينيات طالما لم تحضر حفلا لهم في العجمي التي كانت تعد الساحل الشمالي وقتها، أو في فندق فلسطين, وكانوا يقومون بجولات فنية طوال الشتاء في أفخم فنادق بيروت والكويت.

لكن القطط الصغيرة سرعان ما كبرت، فتركهم عمر خورشيد ليعزف خلف عبد الحليم حافظ, ثم عمر خيرت ليلاحق حلمه في العزف على البيانو وتأليف الموسيقى التصويرية, وهاني شنوده ليكون فرقة المصريين، وأخيرا عزت أبو عوف لتكوين فرقة الفور إم.

الباند الذي لم يغن أي أغاني خاصة به، كانت بصماته واضحة على كل الفرق التي تكونت في السبعينيات مثل “البلاك كوتس” أو المعاطف السوداء والجيبس وطيبة، استمر حتى نهايات الثمانينيات قبل أن ينفرط عقده.

عاد مؤخرا في حفل منذ خمسة أعوام في بالم هيلز وحفل منذ عام في مكتبة الأسكندريه, عزف فيه أعضاؤه القدامى, عمر خيرت على الدرامز وعزت أبو عوف على الأورج، ليثبت أن أسطورته مازالت حية ولم تمت بعد.

تعليقات الموقع

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة

الأكثر تعليقا

النشرة البريدية

تابعنا على فايسبوك