اليوم : الاثنين 02 نوفمبر 2015

كان ياما كان.. في هذا الحين والأوان.. وتشهد شاشات الإعلام: مهازل ومآسي، وكلنا يعلم، نتألم ونقاسي.. الانتهاكات في إعلامنا ثقافة.. والثقافة سخافة.. إبداعاتنا غريبة، وتحدياتنا رهيبة.. تعدي وتعري.. الثقافة في إعلامنا “فُرجة” على شاشات تنقل الأكاذيب والفضائح.. بدون لغة، ولا هَوية، ولا عنوان.. تماما كمصير عقلية شعب يخشى جلاد يفرض عليه صمت وذل، وإعلام يصدّر الأشباح، بعد ثورتين تم التزحلق عليهما بنجاح.

جميعنا احتفل بوقف برنامج التعيسة ريهام سعيد والتصدي لـ”صبايا الخير” وفضائح وذل روّجتها دون مراعاة لأدنى قواعد وأسس المهنية في أكثر من مناسبة، لكن هل سأل البعض لماذا أضحت “سعيد” في تلك المكانة ودرجة الاهتمام؟! هل تساءلنا كيف استطاعت جذب انتباه ملايين المشاهدين والمواقع الإخبارية والشركات الراعية؟!

طبيعة القضايا التي تناولتها “ريهام” منذ حلقاتها الأولى على فضائية المحور، كانت كفيلة بإثارة جدل الجميع سواء بمحتوى جنسي أو خزعبلي.. الأمر الذي أدى إلى زيادة الطلب على مدرسة جديدة ذات قذارة إعلامية، شكّلت وأسست وأبرزت واحدة من “إحدى بالوعات الصرف الإعلامي”، ليكتمل النصاب بسبب وإرادة المشاهد، لتأخذ موضعها يوما بعد يوم وتتمكن منه دون أن نسأل أنفسنا: أين الإعلام الراسخ.. أين العدل الشامخ.. أين أقلامنا ومهنيتنا؟!

لن “أهري” كثيرا في فضائح وجرائم أارتكبت في حق المهنية، من خلال مدرسة تم تأصيلها في صمت ورغبة بعض المشاهدين، ولزيادة الشريحة العقلية الراغبة في كثير من “المحن” والتمثيل، قليل من الموضوعية والمهنية، لكن الحجة في ذلك كانت وستكون “الشعبطة” في الوطنية ومصلحة البلد.

#ريهام_ماتت أخلاقيا ومهنيا منذ الثواني الأولى لها في ذلك الإسفاف والقيء الإعلامي، وماتت إعلاميا بعدما أحرقتها نار السوشيال ميديا في أقل من 24 ساعة، بالإضافة إلى هجوم كم الإعلاميين والرعاة الذين استطاعوا “الشعبطة” في المهنية في اللحظات الأخيرة، فلو كانوا يعلمون “مسئولية” المهنية هم والمشاهدون، فما كان لمثل هذه النكرة أن تخرج من رحم الإعلام المصري “البالوعة الأم” وتؤسس بالوعة ومدرسة خاصة تتكاثر وتلد وتبيض داخل كل بيت مصري، بل داخل عقل كل مصري “على نياته”.

لكن هل ستنتهي الأسطورة الريهامية بتعليق برنامجها؟!

أنا لا ارى احتمالية ذلك، ولا استبعد أن يكون هذا الموضوع ككل مفتعل لشغل الرأي العام لأيام، للتستر على شيء ما!

ريهام كارت تم حرقه عن عمد لانتهاء دوره، وأداة ضمن أدوات وأبواق تلوث عقول البسطاء، أو بالأحرى: كلاب تطلقها الدولة لترهب العامة من خطر المؤامرات وخلافه.

إن رحلت ريهام، فالدولة لديها آلاف من عينة ريهام، مدربون على كافة فنون الإسفاف والانتهاكات والابتزاز وخرق وهتك عرض المهنية من أولى حلقاتهم.

نحن السبب الرئيسي في جعل هؤلاء أباطرة الإعلام المصري بزيادة المتابعة والاستماع لـ”هرتلتهم” الإعلامية، بل نتخذها أسسا في حياتنا.. قللوا من متابعة أبواق الدولة، فيرحمكم الله من ريهام ومن على شاكلتها.

تعليقات الموقع

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة

الأكثر تعليقا

النشرة البريدية

تابعنا على فايسبوك