الرائد:
يقضي الضابط في القوات المسلحة 10 سنوات حتى يحصل على رتبة الرائد، وفي سلاح الدفاع الجوي يقود الرائد سرية وهي وحدة صغرى فقط صغرى، أي أن من يحاول قيادة الإعلام المصري بأكمله الآن لم يقد حتى وحدة عسكرية، يشبه هذا كثيرا زمن المماليك، عندما كان المعيار فقط قوة ذراعك وتحالفاتك الشخصية، عدنا من جديد لعصر الذراع و”فردة” الصدر، بدا ذلك واضحا حتى في صيغة الخطاب الشهري الذي كتبته للرئيس أو شاركت فيه.
فردة الصدر في إعداد الخطاب كانت تليق بخطاب الريس حنفي في فيلم “ابن حميدو”.
المقاتل:
يتم تدريب طالب الكلية العسكرية على الطاعة، من أجل أن تقاتل لابد دائما أن تطيع، من أجل طبيعة مهمتك الصعبة يتم تدريبك على تقليل مساحات التعرض لمخك، التفكير والإبداع سيدفعانك لعدم القتل أو على الأقل التعرض له، ومن تم تدريبه على القتال قبل أن يصبح مديرا لمكتب المتحدث العسكري ثم عضوا في حملة مرشح رئاسي، من تعود أن يتلقى الأوامر وينفذها، ويصدرها لمن هم أقل منه رتبة، يتعامل بالطريقة نفسها مع الجوقة التي كونها بنفسه، جمع حوله اللبلاب والناعم والطيب القبيح وغيرهم من الإعلاميين الذين سنكتب عنهم جميعا، الرائد يظن أنه يصنع نخبة جديدة موالية، ربما لأنه لا يعرف أن النخبة القديمة مازالت موالية.
الكاتب:
لا يقرأ الضباط سوى صفحة الرياضة في أي جريدة – عن خبرة الخدمة ١٠ سنوات في صفوف القوات المسلحة ضابط عامل – إلا أن لكل قاعدة شواذ، وكنت أحدهم أكتب وأقرأ، بينما ينظر لي الجميع ككائن فضائي أثناء خدمتي، وكنت أظن الرائد كذلك يقرأ أيضا، حتى قرأت ما كتب تحت اسم ابن الدولة – بغض النظر عن موحيات الاسم المزعجة أدبيا- في الحقيقة أظنه لم يقرأ حتى صفحة الرياضة من قبل.
الخوف:
وقال ذو النون المصري: “الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا عن الطريق”
الخوف يحدد الطريق، خوف الناس مش شح الرزق، يدفعهم للمزيد من العمل أو حتى السرقة، وخوفك من ضياع السلطة يدفعك للمزيد من التسلط.
نصيحة: لا تبحث خلف ذو النون المصري لتمنع ظهوره على الشاشة، لقد توفي منذ حوالي ١٢٠٠ عام.
أخيرا:
أن تكون أهم مواهبك هي تلميعك لحذاء سيدك والدفاع عنه، أمر مخزي تماما، لهذا يسهل لك أن تقنع نفسك بأنك تدافع عن بلادك، لكن هل سيدك هو بلادك؟! بالتأكيد أنت أدرى بنفسك، لكن أن تجمع حولك كل هذا الكم من المنتفعين وأصحاب النفوس المرتعشة والذين يبحث أحدهم عن برنامج يقدمه وآخر عن دعوة في حفلة لحماه وحماته، فأنت تدرك جيدا بحكم كونك مقاتلا سابقا أن مثل هؤلاء يولون عند الزحف.
بالعامية كده علشان تفهم: هو أنت مشفتش رجالة إعلام مبارك عملوا فيه إيه بعد 11 فبراير؟
من يجمع حوله الضباع وهو لا يتقن سوى العواء، لا يلومن إلا نفسه.