في سابقة أولى من نوعها في السنتين اللي فاتوا, يبدو أن مؤيدي النظام الذين دأبوا على تبرير الفشل أخيرا وصل لهم إحساس إن فيه حاجة غلط بتحصل وإن البلد رايحة في داهية. الصدمة دي حصلت بعد ما روسيا قررت وقف كل طيارات مصر للطيران من دخول روسيا بداية من يوم 14 نوفمبر 2015. بعد ما كانت اللهجة المستخدمة هي إنكار الواقع والقاء اللوم على المؤامرة الغربية وعملائهم النوشتاء أمثالنا, ظهرت فجأة نبرة الحزن العميق وإدراك مدى عمق المشكلة. طبعا الأمر ما يسلمش بإنك تدي قفا للنشطاء بالمرة ويظهر إجماع على موقف واحد هو إن النشطاء “شمتانين” في مصر وفرحانين لخرابها.. يعني كل الكلام والتحذيرات اللي بقالنا سنتين بنقولها, بقدرة قادر اتحولت لإننا شمتانين, ليس فقط إلا لأننا طلعنا صح في تحذيراتنا، فبقى لما نقول إحنا كنا صح وإنتوا ما سمعتوش الكلام، بقى تفسيرها إن دي شماتة في البلد وعدم مراعاة للناس الغلابة اللي حيتقطع عيشهم! ده على أساس إن انتوا بقالكم سنين عايشين في التبرير للفشل اليومي ما شاركتوش في قطع عيش الناس دي؟
الغريب إنهم كانوا متوقعين إننا نشوف الفشل وهو بيحصل كل يوم ما نتكلمش, واللي يتكلم يبقى خاين وعميل وقابض. طب ما هو إنت لما تشوف الغلط وما تتكلمشوش، طب ما أنت كده خاين. ولما تشوف الغلط وتطبل للغلطان، أنت برضه خاين أكتر، ولما تقول على أي حد بيتكلم عن الغلط إنه خاين أو شمتان، يبقى أنت كده بتهد البلد بإيدك وعايز تشوفها بتقع قدامك.
طول ما أنتوا مستعدين إنكم تغمضوا عينكم عن الغلط عشان تحموا نظام فاشل ماسك البلد وعايز يجوّع الناس وهما يعملوا مشاريع بالملايين ويشتروا طيارات حربية, ساعتها ما تزعلش لما البلد تنهار لأنك أنت السبب مش اللي عمال يصوت طول اليوم ويقول: إلحقوا الغلط قبل ما يبقى مصيبة، ولما نطلع صح والمصيبة بتحصل فعلا.. بندفع التمن في الآخر اتهامات وتخوين.
طبيعي إنكم تدوروا على اللي زيينا وتتهموهم إنهم السبب، لأنكم لا تملكوا الجرأة إنكم تواجهوا النظام، اللي هو السبب في كل البلاوي دي.
المهم استمراركم معناه نهاية البلد دي.
ثم أنتوا عمالين تقولوا فرحانين في المصيبة.. فرحانين في المصيبة.. أنهي مصيبة بالظبط؟ المصيبة هي إن عندنا فشل أمني رهيب أدى لموت 200 واحد؟ ولا المصيبة ابتدت عندكم إن بوتين صدمكم يا عيني وقطع السياحة؟ ما تفوقوا بقى وتشوفوا فين المصيبة بجد واتكلموا عليها.
طب إحنا تعبنا بجد, يعني نعمل معاكم إيه؟ ما هو مش حنقدر نشوف الغلط ونسكت, ولا نقدر نبرر كل فشل ونشوف إن كل حاجة فيها جانب إيجابي وهي خربانة من كله.
والناس اللي بتقول انتقدوا بس بهدوء, إحنا عدينا المرحلة دي من زمان أوي.. إحنا وصلنا لمرحلة الفشل.. كامل متكامل مع سبق الإصرار والترصد.. عشان كده إحنا بنصوت ونلطم، لأن خلاص مفيش مكان للكلام الهادي والنقد البناء.
يعني ليه متوقعين إن بالكدب والانكار والتضليل، حانحافظ على السياحة في شرم الشيخ؟ مفيش سياحة ولا أمن ولا استقرار مبنيين على كدب.. لما نقعد نقول شرم الشيخ فلة وحلوة وأمان، وهي أصلا مخترقة والأمن فاشل تماما ومحدش حيتحاسب على الفشل.. تفتكر استمرار وضع زي ده نهايته إيه؟!!
أنا اقولك. نهايته مصيبة اكبر بكتير من انفجار طيارة.
محدش شمتان في البلد.. إحنا مش تاعبين نفسنا كلام وكتابة وتحذيرات وكلام في قانون ودستور، وكل ده في الآخر عشان يبقى هدفنا إسقاط الدولة ولا الشماته فيها.. بالعكس, الهدف هو إننا نعمل دولة محترمة مبنية على أساس صح. وكل يوم بتحصل حاجة تثبت إن طريقكم غلط, يبقى ليه عايزينا نخرس؟
لازم تفوقوا قبل ما مصيبة أكبر تحصل، وده تحذير تاني، ولو طلعنا صح.. أرجوكم ماتقولوش شماتة تاني، وحاولوا تشوفوا الحقيقة.