اليوم : الأحد 08 نوفمبر 2015

 

بيومي فؤاد ممثل موهوب، حقق نجاحا ملحوظاً في السنوات القليلة السابقة، واصبح تقريبا هو المعادل أو البديل لحسن حسني وأحمد خليل في كثير من الأعمال، واعتقد أن برنامجه مشحون بالمشروعات الفنية، فهو يظهر بكثرة في الأفلام والمسلسلات والإعلانات، ناهيك عن البرامج، بمعنى أنه لم يعد في حاجة لطرح نفسه، أو الزج بها في أعمال لا تقدم، لكنها بلا شك تؤخر وتجيب الإنسان ورا ميت خطوه!

أكثر ما أزعجني من مشاهدة واحدة من مسرحيات ما يسمي “تياترو مصر”، هو الزج باسم مصر في مشروع فني رخيص على كل الأصعدة، وبجميع المقاييس، وثانيا قبول بيومي فؤاد المشاركه بدور تافه في مسرحيه “ذئاب الهبل”، وهي واحدة من نفايات ما يقدمه هذا المشروع الذي يحتمي تحت لافتة تحمل اسم مصر! وفي الحقيقة أن هذه النوعية من المسرحيات، التي تجد من يمولها ومن يعرضها “قناة الحياة” تحتاج منا لدراسة متأنية وموضوعية، لنوعية الجمهور الذي يقبل عليها، فالمستهلك ليس دائما على حق.. المستهلك هو أصل كل البلاوي، فقبوله بسلعه رديئة وضارة، سوف يشجع نموها وازدهارها، وسوف يشجع  آخرين على انتاج مثلها، والذين يحاولون إبعاد المسؤولية عن المستهلك، بزعم “وهو حايعمل إيه.. لم يكن أمامه اختيار أفضل حتى نحاسبه”.. هذا الكلام الخايب هو الذي سوف ينتج لنا برلمانا من الأفاقين وبائعي الأوهام، وفاسدي الذمه والضمير، وهو الذي وضعنا قبل ذلك بين أحد اختيارين كان أفضلهما شديد المرارة وعلقم والله علقم!

وحتى لا نبعد عن الموضوع، خلينا في “تياترو مصر” الذي ذاع صيته وأصبح أمرا واقعا في حياتنا الثقافيه رغم رداءة المحتوى، وإذا حاولت أن تناقش الظاهرة بعقل، فسوف تجد من يقول لك بغباوة: ولكن الناس مبسوطة وبتضحك!

وهذا بيت القصيد فعلاً، أن الناس بتضحك فعلا، هذه ظاهرة لابد من دراستها حتى لو لم نصل فيها إلى إجابات مقنعة، تابعت عدة اسكتشات، مما يطلقون عليها مسرحيات، وكنت اتابع نوعية الجمهور الذي يضحك على أشياء لا يمكن أن تؤدي للضحك مطلقاً، وتذكرت صيحة عادل إمام في فيلم “عمارة يعقوبيان” عندما قال جملة وحيد حامد التي صارت مثلا “إحنا في زمن المسخ”، فعلا هذا الجمهور هو المسخ بعينه، بل الزومبيز الذين افسدوا حياتنا، هؤلاء هم من كانوا يرقصون أمام لجان الاستفتاء علي الدستور، وهم لا يعرفون أي من بنوده، هؤلاء هم هتيفة كل زمن، سوف تجدهم حول باعة لحوم الحمير، يستمتعون بأكل الكباب المصنوع من لحم الكلاب والقطط، ويطالبون بالمزيد، ولا يمانعون من قتل الكلاب في الشواع بمنتهى الوحشيه طالما لحومها سوف تصبح طعاما شهيا في بطونهم!

فلا تحدثني عن براءة الجمهور والمستهلك عما وصل له الحال في الفن والسياسة والاقتصاد، فلو توقف هؤلاء عن تشجيع المسوخ الذين غزوا حياتنا، كانت تلك النفايات قد انحسرت من زمن، ولا أعرف ما الذي يضحك، في أن يذهب مجموعة من الصعايدة على رأسهم احمد فتحي، إلى بنك في إسرائيل، ليسترد أموالا مصرية “ماتخدش بالك من هذا الهبل” مش ده الموضوع، لكن أن يقوم أحمد فتحي بتعذيب موظفه البنك، ويقولها انطقي الشهادة، فتنطقها، فيقول أهي أسلمت! ثم يصفق الآخرون في فرحة جنونية، فيضريها رصاصة، فتسقط قتيلة! ويصفق الجمهوروينطلق في ضحكات هيستيرية! ثم نتساءل من الذي يشوه صورة الدين ويمجد الإرهاب؟!

 

تعليقات الموقع

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة

الأكثر تعليقا

النشرة البريدية

تابعنا على فايسبوك