على رأي المثل الشعبي: مش كل مرة تسلم الجرة
وفي كل مرة كانت ريهام سعيد تقوم بفعل منحط مخالف للمهنية الإعلامية وحتى للأخلاق والذوق واحترام خصوصيات الناس، وتفلت بكل حلقة تجاوزت فيها.. مرة تفلت بتبريراتها التي يبتلعها الناس على مضض، ومرة تفلت بفضل المدافعين عنها (وتشم في دفاعهم رائحة الغباء أو الأموال أو كلاهما) ومرات تفلت بادعاء كونها مسنودة بما تفعله من نفاق للسلطة والداخلية والاحتماء بهما، ومرات أخرى تفلت بآخر كارت: ادعاء أن الهجوم عليها يوقف (فعل الخير وعمليات العلاج).
وهو الخير المدنس، الذي تفعله بطريقة محمد هنيدي في فيلم “جاءنا البيان التالي”، الذي كان يقوم بدور إعلامي يوزع جوائز تبرعات “باور فاميلي” مقابل مذلة الناس وتصويرهم وهم يشكرون الشركة.. خير بطعم الذل.. خير بطعم الشو الإعلامي والكاميرات.. استغلال لتبرعات الناس.. لمذلة أناس آخرين فقراء ومحتاجين.
لكن المرة دي.. لا.. الجرة لم تسلم, وقالت السوشيال ميديا لـ (ريهام سعيد): لاااااا!
(1)
ما تقدرش تعرف بالضبط امتى ابتدت كرة الثلج وفين.. امتى ابتدا الناس في النت والسوشيال ميديا تقول لأ.
ممكن تلقط شوية حاجات لافتة.. يعني مثلا بدأت الحكاية بهاشتاج اسمه #موتى_يا_ريهام دشنه وائل عباس، وتخطى عدد مشاهداته 36 مليون مشاهدة في خلال ساعات.
وبالتزامن مع انتشار الهاشتاج، كان فيه إيفنت عملته بنتين من مصر.. (مروة رضوان وريم العطار) أكيد شعروا بالقرف والاشمئزاز من فعلة ريهام سعيد المتدنية في حق كل بنت ممكن تشتكي من متحرش.. الإيفنت كان بعنوان “محاكمة ريهام سعيد”، ووصل عدد المنضمين له إلى 20 ألف في أول ساعاته.. ودلوقتي تجاوز الـ 70 الف على الاقل.
وفي ذات الوقت كتبت الاستاذة دعاء سلطان مقال ساخن مهاجمة لسلوك ريهام سعيد المتجاوز لكل قواعد المهنية الإعلامية وأبسط قواعد الاحترام، لكن المفاجأة برضه في حجم تفاعل السوشيال ميديا اللي وّصل حجم شير المقال ده تحديدا إلى أكتر من 30 ألف شير، وكان عنوانه: ريهام سعيد.. كيف امسح بكرامتك الأرض دون أن البس قضية سب وقذف؟
وكل ده حصل خلال أقل من 24 ساعة، لكن كل ده كان مجرد بداية!
(2)
بعد ساعات ظهرت ريهام سعيد في حلقة اليوم التالي، ولم تعتذر عن فعلتها.. لم تعتذر عن اعتدائها على خصوصيات البنت، بل بكل تكبر قالت إن: فيه حاجات تانية ما حبتش تحكيها حرصا عليها!!
مش كدة وبس؟
يعني أصرت على نفس الخطأ، ثم هاجمت اللي هاجموها وارغت وازبدت.. بالبلدي
مش كده وبس؟
لما عرفت إن برنامج 90 دقيقة اتكلم عن الموضوع، عملت مداخلة وبكل تكبر قالت للمذيعة إيمان الحصري: أنا متصلة ومش عارفة اسمك.. بس داخلة عشان دي قناة حسن راتب!
ثم قالت لإيمان هتسمعيني غصب عنك!
وإيمان الحصري -لأول مرة- اشوفها بتعمل موقف محترم يعجبني وتقطع عنها الخط.
والفيديو الخاص بإيمان أخد مشاهدات فوق الحصر وتأييد لحركتها الممتازة في صفع ريهام سعيد صفعة مدوية لتكبرها.
وأدى ظهور ريهام سعيد المتكبر ده وعدم اعتذارها أو تراجعها إلى أن السوشيال ميديا تبدأ في التحرك لموقف أو فعل عملي يؤثر ويوصل صوتهم أن:
كفاية اللي عملتيه ده واللي عملتيه ده كان غلط وخطأ وقذارة.
زهنا كانت البداية.
(3)
في الأول كانت الاقتراحات إننا:
نبعت بلاغات للنائب العام مثلا, وتلغرافات وكده.
لكن بعد شوية، البعض طرح فكرة مقاطعة الشركات المعلنة لبرنامج ريهام سعيد.
يا عم إزاي طيب ونعرفهم منين؟
الموضوع كان بسيط
من الفاصل دايما بيطلع: هذا البرنامج يأتيكم برعاية……
وتم تجميع الاسماء واللوجوهات للشركات المعلنة دي، ووضعهم في صورة واحدة ودعوة للمقاطعة.
البعض سخر من الفكرة وإنه استحالة ده يعمل أي حاجة، وإن –بالعكس- المعلنين هيعرفوا إن كده البرنامج متشاف أكتر،وهيعلنوا أكتر وأكتر، لكن البعض قال:
نحاول.. وإذا ما نفعتش.. مش هتضر، وأهو أضعف الإيمان يا أخي, نفش غلنا وغيظنا من قرف ريهام سعيد.
وبدأ البعض يجمع روابط الصفحات الصحيحة عشان مراسلتها.
أسماء الشركات التي تعلن في برنامج ريهام سعيد وبدعم المعلنين على أفعالها.
وبدأ البعض يبعت رسايل محترمة للشركات دي تقولها إننا بنحترمها كمنتجات، لكن مش محترمين إنهم مع برنامج ريهام سعيد بأفعالها دي، وكانت المفاجأة.
(4)
وبدأ اول الغيث بمقاطعة شركة (ألو إيفا) وإعلانها سحبها رعايتها للبرنامج، ومع مقاطعة الشركة, زادت كرة الثلج.
الإعلامي باسم يوسف نزل الملعب بقوة، وغرد على تويتر وقال إن الشركة اللي هتسحب رعايتها للبرنامج، هينوه عنها على تويتر، وبدأ بذكر شركة ألو إيفا، وتبع شركة ألو إيفا شركة إيفي بيبي، ثم بعدها شركة بيتي، ثم بعدها شركة المراعي، ثم بعدها شركة فودافون بإنكارها إنها بترعي البرنامج، وشطرات أخرى كانت ترعى البرنامج.
وبدأت ريهام سعيد تتهاوى..
(5)
تهاوي ريهام سعيد كان ظاهر جدا، في أن إيفنت محاكمة ريهام سعيد كان بيلاقي هجوما عنيفا من أنصار ومحبين (ومواطنين شرفاء وبنات عائلات محترمات) ممعجبين بها ومؤيدين ليها بشكل كبير أوي (حسب كلامهم)، وأكيد طبعا مفيش أي صلة بينهم وبين فريق إعداد البرنامج (مثلا) أو سوشيال ميديا شبكة القنوات (مثلا)، لكن كان باين بتحاول تلحق انهيارها، وهروب المعلنين المرعب.
تهاوي ريهام سعيد كان ظاهر جدا:
في خبر مفاجيء عن:
اجتماع لإدارة شبكة قنوات النهار.. تهاوي ريهام سعيد كان ظاهر جدا:
في خبر تالي عن لقاء مفاجيء مع خالد صلاح (مع إن النهاردة الجمعة موعد محمود سعد مش خالد!)
وحسب التنويه: إن خالد صالح هيتسضيفها في حلقة ساخنة!
البعض بيتوقع إنه هيكون عن إيقاف البرنامج، لكن أنا -في توقعي الشخصي- شفت العنوان ده فين قبل كده؟
آه.. افتكرت، كان برضه لما استضاف خالد صلاح ريهام سعيد في حلقة بعد جدل حلقاتها عن الجن.
خالد صلاح يستضيف ريهام سعيد في حلقة ساخنة عن”الجن” بـ “آخر النهار”
معلش.. البعض بينسى، لكن يظهر إن ريهام فاكرة الموضوع هيعدي بالساهل.. تطلع في حلقة وتبرر زي كل مرة وتعدي.
لكن يا ترى.. كل مرة هتسلم الجرة؟
ما اعتقدش.. وفي كل الأحوال.. ريهام سعيد.. انتهت تماما.
(5)
ريهام سعيد انتهت.. ومش هي بس؟ الإعلام اللي زيها كله انتهى.. إعلام الجري ورا المشاهدات على حساب الناس وكرامتهم وحياتهم الشخصية وحقوقهم.. مدرسة إعلام الجري ورا الكلام اللي يفرقع من غير فايدة.. مشاهدات ونجاح بطعم العفن.
المدرسة دي تلقت أكبر صفعة.. صفعة من السوشيال ميديا.. صفعة قالت لها:
كفاية.. بيكفي.. stop .. ارحموا أهالينا من عفن المجاري ده.. صفعة خلت -لأول مرة- نشوف المعلنين بيعلنوا انسحابهم من رعاية برنامج، ودي لوحدها عار مفيش بعده عار لريهام سعيد، لأن مفيش برنامج جري منه المعلنين كده.
وسواء رجعت أو ما رجعتش.. اتوقفت أو استمرت بأي شكل، فالمؤكد أن اللي حصل ده كان درسا قاسيا جدا لريهام سعيد.. درس ليها ولغيرها، يعرفهم إن الناس مش عبيطة.. ممكن تسكت، لكن مش بتنسى.. ممكن تعدي، لكن مش بتسيب.. ممكن تتذمر وتكتم، لكن مش بتقبل أبدا.. ممكن تطنش بمزاجها أو بقرف منها، لكن مش للأبد.
اللي حصل كان درسا قاسيا ليكم جميعا.. يا بتوع ريهام، ويا اتباع ريهام، ويا كل اللي بتقلدوا ريهام.. درس خلاصته:
اللي مش هيحترم نفسه؟ مش هيلاقي اللي يسنده! وهيلاقي نفسه في وش ناس على النت, بيتحركوا بدون قيادة، وبيصرخوا في وشه بكل قوة: لا.. سوشيال ميديا في وشه بتقوله: لا وألف لا، وقادرة تردعه وتدي ظهرها لكل معلن بيدعمه ببساطة.
السؤال بقى:
يا ترى هما هايستوعبوا الدرس؟
هنشوف!