اليوم : الاثنين 26 اكتوبر 2015

أبسط إجابة على سؤال: “ليه مافيش ناخبين؟”، هو إن ببساطة مافيش انتخابات.

مافيش داعي للمكابرة.. التجاهل الشعبي للانتخابات أكبر دليل على انعدام الثقة في العملية الانتخابية و فقدان الأمل في جدواها.

مافيش رواية رسمية خرافية حتى الآن تشرح  ضعف الاقبال بطريقة تدعم النظام دون اللجوء لمؤامرات إخوانية، ثورية، غربية كونية تنفي ما هو واضح وضوح الشمس، لكن من الأفكار المطروحة بشدة هي ثقة الشعب في الرئيس وعدم اهتمامه، لأنه مش فارقة معاه البرلمان.

والمكابرون أقلية، ممكن يكونوا أقل حتى من الـ 6% اللي اشار ليهم رئيس نادي القضاة (ولو أن متوقع ينفوا وجود رقم زي ده أصلا) وحتى الرقم ده احتمال يكون مبالغ فيه.

كتير نزلوا وهما عارفين إن مافيش انتخابات، في محاولة منهم لإنقاذ النظام عن طريق شرعنة آخر خطوة في خارطة الطريق، لكن الغريبة إن كتير من المكابرين بيلوموا المقاطعين أو المتجاهلين على إنهم رفضوا يشاركوا في تمثيلية رخيصة لا علاقة لها بالديمقراطية.

معظم الناس شافت الانتخابات بتتأجل وتتفصل عشان تتلفق، لكن ما باليد حيلة.. الإحباط سيد الموقف، لأن حتى الرئيس المنتظر خذلهم، ووعد إن مصر تبقى “قد الدنيا” تحول لسراب.

المجال العام  مغلق.. ما فيش مجال في الإعلام  لرأي يخالف التعليمات الأمنية، ولا في تمثيل سياسي ولا إعلام حر، ولا حرية فكر وتعبير ولا حتى شارع تمسك فيه يافطة.. زمان كان الإعلام بيكدب في حاجات كتيرة الناس مش شايفاها، ودلوقت بقى يكدب في واقعهم اللي هما عارفينه  أكتر من أي حاجة.. الناس مفّوتة بمزاجها. مهما كان موقفك من النظام الحالي، لابد من الاعتراف إن الناس اتخذت قرارا جمعيا غير معلن بالصبر على النظام لحد اكتمال خارطة الطريق.. مش معنى الصبر إن الناس مش شايفة.

“خلصونا واعملوا انتخاباتكم عشان نكمل حياتنا، واعملوا اللي أنتوا عايزينه بالأشكال الفاسدة بتاعتكم”

وعشان الـ #مقاطعون مايفرحوش بزيادة بالنسبة المتدنية في المشاركة، التجاهل الشعبي للانتخابات مش مقاطعة بالمعنى السياسي، ولا صحوة ولا ثورة، لكن بكل بساطة هو عدم إيمان أو ثقة في العملية الانتخابية نابعة من عدم ثقتهم في الحكومة وطريقة إدارة أمور كتيرة، من ضمنها الانتخابات.

وفي نفس الوقت مازال النظام مستفيدا من المشاركة الضئيلة، لأنه بكدة واثق إنه محتكر المجال السياسي تماما، ويقدر يفّصل مجلس شعب على مزاجه بدون مقاومة. والحقيقة إن ضعف الإقبال هيولد مجلس شعب مش هيمثل غير نفسه، وده بيزود شعبية السيسي قصاد البرلمان اللي كان ممكن يبقى مصدر إزعاج كبير للحاكم على حسب الدستور المصري.

المشاركة الضئيلة مش شرط شيء إيجابي في حد ذاته، لأنه معناه عدم المبالاة وترك المجال السياسي لناس مش قادرة تديره، لكن الأسوأ هو المشاركة بأعداد كبيرة في انتخابات باطلة ديمقراطيا.

الشعب ممكن يكون واثق في حاجة واحدة في موضوع الانتخابات البرلمانية.. إنها هتتزور بأي شكل من الأشكال، مش مهم إزاي، لكن في ثقة عمياء في تزويرها وإفرازها لأفسد من في البلد، ومهما حاول المكابرون من مؤيدي النظام إنقاذ النظام من فشله في إقناع الشعب بعملية ديمقراطية، الحل مش في الكلام واللوم، الحل إن المتشبثين بالمال والسلطة يغيروا بشكل حقيقي مش عن طريق البروباجاندا الإعلامية.

بلاش مكابرة.. ضعف الاقبال علامة بينة على عدم ثقة الشعب في العملية الانتخابية.. مافيش داعي تحاول تنقذ نظام مش عايز ينقذ نفسه.

تعليقات الموقع

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة

الأكثر تعليقا

النشرة البريدية

تابعنا على فايسبوك