اليوم : السبت 09 مايو 2015

 

مثل سلة فاكهة قديمة لفظها الدود

لفظت حليب الرضاعة

وبدلت ماء الوصايا عند بلوغ الصبا

وفي مراهقتي

لم أعلق قلبي مثل أقراني علي شرفة بنت الجيران

لم أشخص خلف الإمام التقي والورع

وما من مرة حسبت المسافة بين البيت والمسجد

ولا أذكر أن بابا ردني حين لم أدخله بيميني

ولا بعثرتني الرياح

إذا تركت بابي مشرعا

لا يشغلني من الوردة لونها

أو استعارة عطرها

أو ادعاء رقتها

كنت أراقبها لأعرف

من الذي يحمل الندي علي ظهره كل فجر إليها

 

لم يخمش النهار نافذتي عن طيب خاطر

ولم تهبه لي ساحرات ماكبث

ولا منحه لي المارد الذي أخرجته من قمقم التواكل

ولا ساومتني امرأة عليه

كنت أرسم شمسا وأحار أين أضعها

وأشفق علي سماء اللوحة من حملها

ثلاثون عاما

أربي شموسا في حظيرة الصبر

أغسلها بندي فجر لم يولد

أطعمها حبات روحي

ثم نلهو بحدائق تتهجي الاخضرار

وعند النوم

أهدهدها بما تيسر من غضبي وأحلامي

أراقب أظافرها وهي تنمو

وألقنها كيف تنبش في جدار الليل

لم أنفق الوقت علي عتبات الظلام

ولم أدع ظلي يذوب في مرايا الرضا

كنت أسرقه لنبدل طقس الصباح

وأحاول أن أمسك النهار

قبل أن يسقط من النافذة

تعليقات الموقع

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة

الأكثر تعليقا

النشرة البريدية

تابعنا على فايسبوك

اعلان

اعلان