الخبر: “وقف عرض برنامج “ريم ماجد” جمع مؤنث سالم على قناة ON TV.
(1)
المصرى اليوم – الجمعة 15 مايو2015:
“كشفت مصادر بقناة “أون تي في”، سبب توقف برنامج “جمع مؤنث سالم”، الذي تقدمه الإعلامية ريم ماجد، على شاشتها، وقناة “دويتش فيله” الألمانية، وذلك بعد تعرضها لضغوط من جهات بالدولة منذ 5 أيام!
وقالت المصادر، لـ “المصري اليوم”: “جهات بالدولة مارست ضغوطًا شديدة على مالك القناة ورئيسها، لمنع ظهور ريم ماجد، وخضوعا للضغوط، وبداية من غدا السبت، ستظهر ريم فقط على شاشة القناة الألمانية”!
“وأكد المصدر أن الضغوط التي تتم ممارستها تركز على إلغاء اتفاقية التعاون بين ON TV ودويتشه فيله عربية من أجل عرض البرنامج عبر القناة الألمانية فحسب، وهي الضغوط التي تصاعدت في أعقاب الحلقة التي استضافت فيها المصورة المصرية الشابة إيمان هلال وتحدثت عن ذكرياتها مع التصوير بالثورة وغيرها من الأحداث التي شهدتها مصر في السنوات الأربعة الماضية”!
(2)
مش عارف ليه أول ما سمعت الخبر اللي يحرق الدم ده, رنت فى أذني هذه الجملة: “محدش بيوجه الإعلام”، وهى دي الجملة التي قالها السيسي في ختام حديثه الشهرى الأخير (12 مايو2015).
الغريب أن الجملة دي اتقالت فى نفس ذات الأسبوع اللي حصلت فيه حادثة فرم 47 ألف نسخة (حوالي ثلاثة أرباع مليون ورقة!) عشان بس يتم تغيير مانشيت “من سبعة أقوى من السيسي” إلى (سبعة أقوى من الإصلاح)!
يعني مش مانشيت هجومى أو انتقادى لا سمح الله! ده مانشيت تبريري يفيد للرد على أي انتقاد أو سؤال زي مثلا: السيسي بقاله سنة وما عملش إنجاز واضح ليه؟
لكن برغم ذلك تم إعدام 47 ألف نسخة بجهد محموم فقط لتغيير مانشيت!
ثم نفاجيء اليوم بخبر تأكيدات منع برنامج ريم ماجد بشكل مفاجيء من العرض على شاشة On Tv.
السؤال هو: إيه تعريف توجيه الإعلام؟ ويعني إيه إعلام موجه أصلا؟
وإذا كان التوجيه مش معناه.. مصادرة صحيفة بعد طبعها، أو وقف إذاعة برنامج، وكل ده بيحصل بمكالمة تليفون مش بقرار قضائي مثلا ممكن الطعن عليه.. لأ كله مجهول في مجهول.. يا أخي كده يعني حاجة جبانة كده.. دول خايفين حتى يظهروا ويقولوا بكل شجاعة أدبية: “أيوة وقفنا برنامج ريم ماجد عشان كذا وكذا, وأيوة صادرنا عشان كذا وكذا”.
آخرهم تسريبات أو تشويهات.. مش إنه مثلا يقول أسبابه وحجته بوضوح كده، لو كان واثق إنه على حق!
لكن إذا ما كانش ده كلللللللله اسمه توجيه.. أومال إيه التوجيه حضرتك؟
(3)
“يا بخت عبدالناصر بإعلامه”.. السيسي – 7 فبراير 2015.
الموضوع مش ريم ماجد ومنع برنامج, الموضوع إنه سياسة عامة، لأنه تقريبا – والله أعلم- ربنا ابتلانا إن السيسي بيحب عبد الناصر.. مفيش مشكلة.. أنا باحبه برضه كقيادة تاريخية حتى لو ليها أخطاؤها وكوارثها – أقله ماكانش حرامي مثلا- لكن إنك تعيش في الماضي بقى وعاوز ترجع زمن عبد الناصر حتى بغلطاته وبقرفه.. ده اسمه جنان!
بالذات بقى لما تعرف إن واحدة من كوارث عبد الناصر أصلا، واللي ودته في داهية كانت الإعلام الموجه ده.. الإعلام الموجه كانت نتيجته إنه بقى “صوت واحد”، ولسان حاله (لا زعيم إلا الزعيم)، وكله حسب (إلهامات سعادتك)، وأي صوت معترض ياخد: منع – طرد – نفي – اعتقال – سجن – تشويه – إلخ.
النتيجة في الآخر كانت إيه؟
تراكمات أخطاء (وطبعا ما حدش يجرؤ يقول يا جماعة مش يمكن؟ جايز ؟)، ثم تراكمات فساد داخل النظام (وطبعا مفيش حد مواطن يجرؤ يتكلم في أي لإعلام تاني، لأنه مفيش غير هو إعلام واحد)، ثم في النهاية كان طبيعي.. أخطاء مع عك مع فساد مع إهمال وتجاهل مع صمت الخوف من قمع أي صوت معارض حتى إعلاميا = نكسة!
(4)
وبجد مش فاهم بجد.. هما متصورين فعلا إن مصادرة جريدة، أو منع برنامج، هيغير تفكير جيل أو يمنع نشر فكرة؟
إذا كان أصلا أي واحد دارس تأثير، يعرف إنه استحالة تمنع انتشار فكرة (حتى لوغلط ومتطرفة زي أفكار داعش)، إلا بدحضها بفكرة مقابلة.. مش بمنع وصول الناس للمصادر، لأن العصر اتغير، وبقى فيه استحالة للمنع أو القمع الإعلامي على لأي فكرة، أو إعلام أو برنامج أو جريدة.
وهقولكم على حاجة تعرفكم مدى الاختلاف بين العصر ده والعصر الحالي.. جيلنا تربى على القناة الأولى والثانية وقنوات التلفزيون المصري
وكارتون ماجد ومازينجر وبرامج نادي السينما ونشرة أخبار الواحدة وإذاعة الشباب والرياضة والشرق الأوسط وصوت العرب وجرايد الأهرام والأخبار والجمهورية، وكام صحيفة مستقلة أو حزبية أي كلام، وبعد ده كله.. شوف بس فقط لمجرد إنه عرف سكة الإنترنت وفضائيات السماوات المفتوحة والموبايل والسمارت فون، وبس في آخر 7 سنين، شوفوا كانت النتيجة عمل فيكم إيه؟ ثورة ومظاهرات لما عرف النظام اللي انتوا ماشيين بيه وعليه، والفساد والإهمال والغباء والتخلف.. على طول ما ضيعش وقت.
كونها لسه ما حوقتش فيكم، ده موضوع آخر.. كونكم مقتنعين لسه إنها مش شعبية شبابية, دي هلوسة تانية عندكم تانية، وحتة حشيش مالناش دعوة بيها، لكن النقطة إن الجيل ده شوف نشأ إزاي ولمجرد شوية تطويرات في المستقبلات والوسائط, عمل نقلة إزاي؟
فما بالك بقى بجيل تاني, جاي كمان 7 سنين؟ هتشوفوا تأثيره فى الواقع لما يكبر أكتر.. جيل متربي على إنترنت وموبايل وقنوات مفتوحة ومتنوعة من صغره.. ده أنتوا بالعافية مش قادرين على جيلنا.. لا قادرين تسيطروا عليه، ولا قادرين تغيروا تفكيره.. تفتكروا الجيل اللي جاي قريب.. هيعمل فيكم إيه، وهو شايفكم بتمنعوا كده بالغباء المضحك ده؟!
أنتوا بجد مدعاة للرثاء, أنتوا قمة البؤس اللي ابتليت بيه مصر بجد! أنتوا التعاسة مجسدة والله!
(5)
من يومين رجع (عبد الرحيم علي) مع برنامجه العائد “الصندوق الأسود”، ليذيع سلسلة تسريبات جديدة ضد السيد البدوي رئيس حزب الوفد، وشكلها إنها شيء أقرب لتصفية حسابات، عشان الانتخابات البرلمانية الجاية.. المهم إن البدوي لما راح في لقاء تهدئة النفوس الشهير مع السيسي وقيادات الوفد، واشتكى له على الهامش، وطلب منه وقف برنامج “الصندوق الأسود” – (وده حسب كلام موقع البوابة نيوز واللي نزل من غير تكذيب من الرئاسة لو كانت كذبت الكلام)، فكان رد الرئيس: لا اتدخل في الإعلام! البوابة نيوز – 13 مايو2015
صحيح!
ليه ؟ ليه مش بتتدخل في الإعلام يا ريس؟
المادة 65 من الدستور المصري تقول: “ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه بالقول, أو بالكتابة أو بالتصوير, أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر”.. يا سلام يا ولاد! قول والمصحف؟ يعني من حق أي إعلامي أو مواطن عادي يقول ويتكلم عادي طالما بيقول رأيه؟
أيوة يا مواطن، بس بشرط مش مكتوب في الدستور، وهو (بشرط أن يكون من المشمولين بحماية نظام الرئيس السيسي!)
يعني مثلا مثلا.. لازم تكون إعلامى بتؤيد السيسي صباحا ومساءا، وبنفس وذات طريقة أحمد موسى وعكاشة ومصطفى بكري وعبد الرحيم علي ورولا خرسا وغيرهم من إعلام غير مهنى بالمرة، ولو كده يا سلام بقى.. ده أنت مش هتتساب من الدولة.. لأ ده أنت كمان الدولة هتدلعك وتديلك تصريحات ولقاءات حصرية مع رئيس الوزراء أو وزير الخارجية أو اتصالات مسئولين ليك أنت قبل أي حد (زي ما بيحصل مع أحمد موسى كده).
بس أهم حاجة تبقى إعلامنا وحبيبنا وبتاعنا.. أيوة صحيح هيكون إعلام التشويه والتضليل ونشر معلومات نصها كذب والباقي تضليل، أو أنصاف حقائق, ومزايدات وطنية وتخوين، زي ما كان إعلام الإخوان بيتبع تكفير المعارضين بالظبط وألعن.. بس عادي, ده الإعلام المشمول بالرعاية!
وده الإعلام اللي محدش بيتدخل فيه.. أوي يعني!
تلتزم بده؟ تبقى حبيبي وصاحبي وكفاءة.. تخرج عن كده؟ يا ريت.. أعصرك.. امنعك.. أنّزل منك عصير برامج يوتيوب صغيرة!
يا أخي ده حتى الضحك منعوا برامجه.. حتى الضحكة مش متسابة؟
ومن نكد الدنيا إنهم ما خلوش لينا غير “بني آدم شو”، و “أبو حفيظة” والعياذ بالله.
الفكرة إنهم مصرين إنها برامج تضّحك، وهي برامج تضحك بالأمر المباشر بس.. حاجة كده زي (أنت ما بتضحكش ليه؟ اضحكككك يا مواطن!).
نظام بيتعامل مع الشعب، كأنه في سجن كبير.. يحدد له يشوف إيه وما يشوفش إيه.. ده ناقص يحدد له ياكل إيه وما ياكلش إيه! طب تصدقوا إنهم بقوا بيحددوا؟
مش وزير التموين من كام يوم قال: بلاش بامية، وكلوا بطاطس! إيه ده؟ إحنا إزاي ساكتين كده يا جدعان؟!
(6)
في ذات حديث السيسي الأخير، كان بيتكلم عن الحرب على الفساد، ما لا يفهمه نظام السيسي – أو ربما يفهمه- إن أصلا عشان تعرف تحارب الفساد، لازم يكون فيه إعلام مستقل بدون تدخل.. مش عشان ديمقراطية وبس، إنما عشان مجرد وجود الإعلام المستقل ده في حد ذاته رعب للفساد الكبير، لأنه هيفضل عارف يضبط أموره ويحمي نفسه من الأجهزة الرقابية بترتيب الورق والحسابات، ودي ليها ألاعيب كتير بيتفننوا فيها، لكن حرية الإعلام دي بالنسبة لهم.. كارثة، لأن أي موظف أو مواطن يقدر يطلع في برنامج ويحكي ويتكلم، وتاني يوم – لو كان كلامه صح – المسئول ده يطير فيها.
واحدة من أكبر ضمانات حماية أي نظام من الفساد وتقليله، هي الحرية،
وحرية الإعلام أساسية مش رفاهية زي ما السيساوية بيطبلوا!
دي أساسية حتى لحماية البلد، ومن غير كده فعلا نقدر نقول إنكم: خربتوا البلد، وبالمعنى الحرفي.. مش الشعار الأوفر، ونضيف كمان إنك كل ما تقفل جوة.. هيخلي الناس عندك تلتفت لبرة.. أي قنوات برة.. مش لإعلامك زي ما أنت متخيل يعني.
لوعاوز الناس تلتفت لإعلامك.. لازم تعمل شغل مهني ومحترف بجد.. إعلام بجد.. موضوعية بجد.. نقاش بجد.. مش تجيب موسى وعبد الرحيم علي وعكاشة والمدرسة البلدي دي، وتتصور إنها هتعمل تأثير حقيقي طويل المدى، لأن المدرسة دي آخرها تأثير وقتي زي البنج، لكن مش بيطّول، وبتتهد قناعاته عند أي مناقشة هادية أسرية مثلا!
(7)
إعلام الصوت الواحد.. هو ده اللي عاوزه السيسي.. إعلام فعلا أقرب لرواية 1984 الشهيرة لجورج أورويل (وانصح القاريء يشوف الفيلم الممنوع من قنوات الأفلام ويقرأ الرواية المصادرة بنفسه).. إعلام يمثل نظاما مش بس بيعتقل بنت مدنية من العزّل زي ماهينور المصري، بينما سايب الإرهابيين بيمرحوا في ربوع الوطن.
ده إعلام مستكتر حتى ظهور إعلامية محترمة زي ريم ماجد في برنامج بيتكلم عن حكايات إنسانية نسائية! لا سياسة ولا سلطة ولا مسئولين برضه.. لا برضه مستكتر!
ده إيه الفُجر ده؟! بضم الفاء.
طيب مع نفسك يا كابتن.. امنع براحتك واتفرج على إعلامك أنت وأنصارك.. مع نفسكوا.. عيش في الوهم لغاية ما تخبطوا في الحيطة.. مع نفسك، لأننا حاولنا نقول ونوضح إن خلاص المنع ماعادش ينفع، وإن منع برنامج مش هيخلينا – زي ما أنت فاكر – إننا نروح نتفرج على برامج القرف! لكن هيخلينا نقرف منكم وبس.
من الواضح إن ما حدش بيسمع غير أنصاره وبس.. واضح إنه نظام كله طرش! مش بيسمع غير تطبيل وأصوات حماس جموع زومبي المطبلاتية اللي ماشيين على نفس طريقة الإخوان أيام مرسى بتاعة (اغضب يا رااااايييييسس.. أفررمممم يا ريسسسسس)!
وحتى لما بتكلم حد منهم، تلاقيه بيرد عليك زي الإخواني زمان: (موتوا بغيظكم)، بس ده بيقولك، وهو بيطلع لسانه: (تحيا مصر.. تحيا السيسي ويا سيسي يا حارقكم!)
تقريبا راضعين من نفس…. محل اللبن يعني.. الله يخرب بيته!
نفس الطناش.. نفس الغباء في المنع.. نفس مدرسة التخوين والتكفير,
بس ده باسم الوطن، كأنك مش مصري، ومالكش رأي زيه، والتاني كان باسم الدين، كأنك مش مسلم ومالكش دين وعقيدة زيه.. طيب خليكم كده.. مع نفسكم!
لكن إحنا، عمرنا ما هننسى المحترمين، وعمرنا ما هننسى ريم ماجد ولا احترامها، ولا هننسى غيرها من الإعلاميين المحترمين اللي احترمونا واحترموا نفسهم بجد، وقرروا إنأهون عليهم يقعدوا في البيت، ولا إنهم يطبلوا، أو يقولوا حاجة غير قناعتهم، وانسوا نهائي إننا في أي وقت أو يوم جاي, هنحترم المطبلاتية بتوعكم، ولووقفوا على شعرهم.. وآدي دقني إن فلحتم!
وبالنسبة لريم ماجد، فأنا بالعند فيكم.. هجيب قناة دويتش فيله، وانزلها، وبالعند فيكم هتابع برنامج ريم ماجد كل أسبوع، وبالمرة اشوف برامج القناة الألمانية دي إيه، وأهي هتكون أرحم من قنواتكم العفنة المقززة.. أشبعوا بيها لغاية ما يعشش عليها العنكبوت!
لكم إعلامكم.. ولنا إعلامنا!
(8)
برنامج “جمع مؤنث سالم” المحظور على ONTV يذاع الآن فقط على قناة دويتشه فيلله عربية أسبوعيا السبت من كل أسبوع الساعة 5:30 مساء.
ترددات DW “ديوتشه فيلله” عربية على عربسات:
11996
أفقى” H”
27500
4\3
ترددات DW “ديوتشه فيلله” عربية على نايلسات:
11900
عمودى“V”
27500
6\5
للتواصل مع الكاتب:
https://www.facebook.com/alm.mohamad