اليوم : الأربعاء 20 مايو 2015

عزيزتي الأم المصرية.. ما تيجي نطلع عين المدارس شوية؟

كتب د. أحمد توفيق في مقال قديم له عن ظاهرة تجمهر الأمهات أمام لجان امتحانات سنوات النقل “أو حتى الشهادة” بالدموع والابتهالات إلى الله، إن الأبناء يفتكروا في الامتحان درس عادل يشم الورد.

مكمن ذهوله من الطاقة المهولة الموجهة لامتحان تافه في سنة دراسية غير مؤثرة في عمر الأطفال.

اتهام الأمهات بالهستيريا أمر سهل، لكن لو عايزين نحكم بعين الإنصاف، نقدر نقول إنها طاقة مش عارفة تتوجه في الاتجاه السليم، وهو تطليع عين المدرسة والوزارة والحكومة والضغط عليهم كلهم من أجل تحسين نوعي في أوضاع التعليم.

مجموعات المدارس على المنتديات والفيس بوك لا نهائية وبتناقش كل تفصيلة في كل مدرسة في كل مدينة مصرية.. عايز تعرف آراء.. أسعار.. مستوى التعليم أو المستوى الأخلاقي.. أي سؤال يخطر على بالك إجابته موجودة من مجتمع بحجم الطبقة المتوسطة المصرية، مهموم بقضية بالعة حيز كبير من فلوسه ووقته وتفكيره.

وعلى كثرة المجموعات الموجهة لموضوع المدارس، لم أجد مجموعة واحدة تتناقش بشكل نقدي في محتوى المناهج أو طرق التدريس المختلفة.

لما لا تشاركنا أمهات المدارس المصنفة علي أنها قمة المدارس الناشيونال في مصر، ما تفعله المدارس من طرق تدريس حديثة تهون سخافة المناهج المصرية؟ وبالمثل أمهات مدارس الإنترناشيونال ينقلن ما يحدث عند أبنائهم بشكل علمي تفصيلي، عشان نشكل موجة من الضغط الموجه ومحدد الأهداف، تُجبر الحكومة – يوما ما – أن تأخذ قضية التعليم أولوية مثل أولوية الأمن ومكافحة الإرهاب.

 

قضية تحسين المنظومة التعليمية ضرورة ملحة على اللي معاه واللي مش معاه، حتي لو دخلتي ابنك أعلى المدارس: ليه تدفعي مبلغ من شقى عمرك أنت وزوجك، في خدمة – المفترض أن تقدمها الدولة- بالمجان أو على الأقل بدعم، والأهم أن تحكمها الدولة بقوانين تضمن أن أولادنا يتلقون الخدمة اللي بتُقتطع فلوسها ضرائب من مرتباتنا؟

انبهر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بالنجاح الساحق لإضراب طلاب الجامعة الألمانية ومقاطعة امتحانات “الميد تيرم” بنسبة ١٠٠٪، وتكلم الكل عن قوة الحركة الطلابية في “الألمانية” وكفاءة اتحاد الطلبة. بس محدش أخد باله من شريحة معينة منسية، وهم أمهات طلبة سنة رابعة في الجامعة الألمانية.. أمهات دفعن دم قلبهن – حرفيا- في تعليم لم يتبق على مسيرته سوى تيرم واحد.

تيرم واحد ويسيبوها مخضرة، ومع ذلك تركن أولادهن يخوضوا مخاطرة قانونية، قد تطيح بمستقلبهم – اللي تعبوا فيه عمر بحاله – من أجل المصلحة العامة.

ده طبعا بافتراض أن الحركة الطلابية تمت بمباركة الأهالي! وحتى إن كانت بغير موافقتهم، خوفا على مستقبل أولادهم، يكفي أمهات طلاب الجامعة الألمانية فخرا، أنهن نجحوا في تربية وتنشئة شباب فكروا على غير العادة في مصر، في المصلحة العامة وتحسين أوضاع حقوق الطلاب في المكان اللي بينتموا له.

تحية لطلاب الألمانية، وتحية خاصة لأمهاتهم، وعقبالنا لما ييجي علينا يوم نكافح في حراك مجتمعي يُصلح من منظومة التعليم المصري.

تعليقات الموقع

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة

الأكثر تعليقا

النشرة البريدية

تابعنا على فايسبوك

اعلان

اعلان